خاص: هل مطار رامون سيخدم الفلسطينيين أم بداية لمشروعٍ جديد؟

لمسافري غزة

خاص: هل مطار رامون سيخدم الفلسطينيين أم بداية لمشروعٍ جديد؟

2023/07/08 الساعة 10:46 ص
هل مطار رامون سيخدم الفلسطينيين أم بداية لمشروعٍ جديد؟

خاص/ اليوم الاخباري

منذ أواخر يونيو الماضي يجري الحديث بشكلٍ رسمي عن استعداد شركات في قطاع غزة لتنظيم رحلات سفر لسكان غزة عبر مطار رامون الاسرائيلي على غرار رحلات نُظمت سابقا لسكان الضفة، وسط تباين شعبي من هذه الفكرة بين مؤيدٍ ومعارض، ورفض بعض الفصائل التي اعتبرت أن الأمر يأتي في سياق خطة إسرائيلية لعزل الشعب الفلسطيني عن عمقه وامتداده العربي.

جاء ذلك بعد أن أعلنت شركة فلسطينية تقع في الداخل المحتل بعد حصولها على الموافقة الاسرائيلية بالسماح لسكان قطاع غزة لمن يحملون الجواز الفلسطيني والفيزا التركية بالسفر عبر مطار رامون الاسرائيلي، حيث سيتم تسيير رحلات الى مدينة أنطاليا التركية في يوم الأربعاء من كل أسبوع، ضمن فترة تجريبية لهذه الرحلات التي قد تكون مقدمة للسفر لدول عربية كـ الامارات ومصر وغيرها.

مطار رامون هو مطار إسرائيلي دولي يقع في وادي تمنة في جنوب صحراء النقب، أنشئ بديلا لمطار إيلات، حيث يقع المطار قرب مدينة إيلات المطلة على البحر الأحمر، ويحتوي على مدرج بمساحة 3600 متر، وهو أطول من مدرج مطار إيلات إذ يسمح بهبوط الطائرات الكبيرة.

وحددت شركات السفر شروطا للمسافرين، حيث يلزم أن يفوق عمر المسافرين من الرجال والنساء سن الـ 35 عاما، مع السماح بسفر العائلات دون هذا السن لمن يرافقهم الأطفال، وتبلغ تكلفة السفر للفرد 600 دولار تشمل المواصلات ما بين معبر ايرز والمطار، وتذاكر الذهاب والاياب لتركيا.

من المفترض أن يتم تسيير أولى الرحلات يوم أمس 5-7-2023 ولكن عدد المسافرين المسجلين عبر شركة "بكين ترفيل" - احدى الشركات التي تعمل على استقبال المسافرين – لم يصل إلى الحد المقرر من قبل إدارة مطار رامون، حيث أن العدد لم يصل الى 200 مسافر وهو العدد المطلوب على متن الطائرة المتوجهة الى تركيا، الأمر الذي استعدى لتأجيل الرحلة الى الأسبوع القادم إذا استوفى العدد المطلوب.

وعن اقبال المواطنين على التسجيل للسفر، تحدّث سليم دلول مدير شركة بكين ترفيل للساحة والسفر، بوجود اقبال بدرجة كبيرة على التسجيل والاستفسار من قبل المواطنين وأن أعدادهم كبيرة لكن البعض ينتظر تسيير أولى الرحلات حتى يتأكدوا بعدم وجود أي معوقات لضمان وصولهم بأمان للأراضي التركية.

ورغم هذا الاقبال الكبير إلا أن آراء المواطنين انقسمت ما بين مؤيد ومعارض لهذه الفكرة، حيث اعتبر البعض بأن هذه خطوة تسهّل عليهم السفر كبديل عن السفر عبر معبر رفح البري الذي يشهد فيه المسافرون معاناة كبيرة بسبب الازدحام الكبير للمسافرين عليه، كما أن هذه الخطوة تسهل على مسافري غزة التمتع بـ حرية السفر بالخروج والدخول دون قيود.

ويرفض البعض الآخر من المواطنين الفكرة بسبب اعتبارها غير مجدية، لأنها تشترط ألا يقل عمر المسافر عن 35 عاما، وغالبية الراغبين في المسافرين اليوم تتراوح أعمارهم ما بين 20 إلى 35 بغرض البحث عن عمل أو الدراسة وبالتالي فهذه فكرة غير عملية.

كذلك يرفض آخرون الفكرة بسبب اعتبارها بداية للتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي وأن فيها نوع من التخلي عن المعابر العربية المتمثلة في مصر والأردن، كذلك لها اعتبارات سياسية وفق خطة ممنهجة يتبعها الاحتلال للسيطرة والضم، عدا عن توفير دعم للاقتصاد الاسرائيلي وتأكيدًا على سياسة الفصل العنصري التي يمارسها العدو ضد الفلسطينيين.
 


رأي الحكومات والفصائل

حتى كتابة هذا المقال لم يصدر عن حركة (حماس) التي تحكم قطاع غزة أي تعقيب حول النبأ المعلن، كما أنها لا ترغب بالتعقيب على هذه الأنباء في الوقت الحالي.

أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أصدرت تصريح يرفض الفكرة، وقالت "ندعو جماهير شعبنا إلى رفض السفر عبر مطار رامون الصهيوني، باعتباره تكريسا لوقائع يفرضها الاحتلال ضمن مخطّطات الضم والإلحاق والتبعية"، كما أنها دعت حركة حماس إلى "اتّخاذ الإجراءات اللازمة، التي تُفشل مخطّطات العدو، ومنعه من استغلال حاجة المواطنين للسفر، وبذل جهود مع الأشقاء (المصريين والأردنيين) من أجل تخفيف معاناتهم في السفر عبر معبري رفح والكرامة".

وفي ذات السياق، قال موسى رحّال الناطق باسم وزارة النقل والمواصلات في الحكومة الفلسطينية، إن الوزارة ترفض سفر الفلسطينيين عبر هذا المطار، وتحثّهم على عدم استخدامه، ونرفض استخدام هذا المطار ونريد تشغيل مطار فلسطيني خاص، مضيفاً بأن إسرائيل مُلزمة بموجب الاتفاقيات الدولية بتسليمنا مطار قلنديا (القدس الدولي)، وإعادة إعمار مطار غزة الدولي الذي لا يعمل منذ عام 2000".

ويسافر الفلسطينيون في غزة إلى الخارج عبر منفذ رفح البري الواصل مع مصر، وبسبب أعدادهم الكبيرة يواجهوا الصعوبات في الحجز والتسجيل والانتظار الطويل لأنْ يتم ادراجهم في كشوفات المسافرين، فضلاً عن المسافات الطويل التي يقطعها المسافر للوصول لمطار القاهرة.

لكن في النهاية، يعتبر هذا القرار ما هو إلا جزء من محاولات الاحتلال الاسرائيلي لتهدئة جبهة غزة ضمن سلسلة التسهيلات تجاه القطاع كالسماح لآلاف العمال بالعمل في الداخل، والسماح بدخول بعض البضائع الممنوعة مسبقاً وغيرها لضمان استمرار الهدوء.

والجدير ذكره بأن اتاحة السفر عبر مطار رامون لا يمكن له أن يلغي الرحلات عبر معبر ايرز أو معبر رفح البري أو حتى التأثير عليها، إنما يساعد في تخفيف الضغط على معبر رفح ويساهم في زيادة حركة السفر للمسافرين وتقليل المعاناة التي يعانيها المسافر في قطاع غزة.