الرئيسية دولي عرض الخبر

الرئيس العراقي: التحسن العلاقات بين إيران والسعودية يسهم في استقرار المنطقة

الرئيس العراقي: التحسن العلاقات بين إيران والسعودية يسهم في استقرار المنطقة

2023/07/11 الساعة 09:14 م
الرئيس العراقي: التحسن العلاقات بين إيران والسعودية يسهم في استقرار المنطقة

أعرب الرئيس العراقي، عبد اللطيف جمال رشيد، عن رؤيته بأن تطور العلاقات بين إيران والسعودية يسهم في تعزيز أمن واستقرار المنطقة، كما أعاد التأكيد على رفضه استخدام الأراضي العراقية من قبل "اللاجئين" المعارضين لإيران في تنفيذ هجمات واعتداءات على دول الجوار، وكشف عن وجود تواصل "يومي أو أسبوعي" بين المسؤولين في البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك المجالات التجارية والاقتصادية والأمنية والدبلوماسية.

وقال في مقابلة مع موقع قناة «العالم»: «نحن في العراق عشنا فترة طويلة في الأزمات والحروب، حروبا داخلية أو خارجية، وغزو وإرهاب، كل هذا عانينا منه وليس فقط لفترة تمتد لأشهر بل لسنين وعقود، ونتيجة لذلك باعتقادي معظم القوى السياسية العراقية في كافة المجالات وصلوا إلى قناعة أننا نخسر فقط من الحروب والصراعات الداخلية، ولذلك بدأنا بالتفاهم والنقاشات والتنسيق بين الأطراف السياسية».

وأضاف: «الانتخابات الماضية تم إجراؤها، ولكن تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية أخذ فترة طويلة، وباعتقادي هذه الفترة الطويلة كان لها فائدة مهمة جدا بالنسبة للعراق ومستقبله، فصارت تفاهمات بين معظم المكونات من الشمال للجنوب والشرق للغرب، وكذلك تفاهمات بين كردستان والمركز» معتبراً أن «هذه التفاهمات أدت إلى نتائج ايجابية جيدة من تشكيل حكومة وانتخاب رئيس للجمهورية، وبرنامج الحكومة أدى إلى تفاهم أكثر بين الأطراف السياسية وأملنا الآن تنفيذ البرنامج السياسي والبرنامج الخدمي والاقتصادي للبلد الذي نحتاجه».

ولفت إلى أن «العراق عانى من سوء الخدمات والبنية التحتية وحتى سوء العلاقات مع الدول، والآن هذه الأمور تسير بالاتجاه الصحيح، وعلاقتنا جيدة مع دول الجوار كلها، وأيضا مع الدول خارج محيطنا مع الدول الأوروبية ودول العالم، وكلهم يرحبون بالدور الجديد للعراق والمرحلة الجديدة في العراق. أهم من كل هذا الآن العراق يتمتع بالأمن والاستقرار ونتيجة لذلك نقدر أن نفرض برنامج الحكومة، وتحسين العلاقات بيننا وبين دول العالم».

وعن دور العراق في القارب السعودي ـ الإيراني، رأى أنه «كان نقطة إيجابية وتحولا إيجابيا في الوضع الأمني، وأيضا الوضع التعاوني في المنطقة، ولذلك أنا أعتبر الأمن في دول المنطقة مربوطا مع بعضه البعض والتعاون بين الدول مربوطا سويا، وعملنا على هذا الأساس في الخطوات التي قمنا بها والخطوات اللاحقة لها، فهناك علاقات جيدة بين السعودية والجمهورية الإسلامية، وهذا يؤدي إلى تقوية الأمن والاستقرار في المنطقة وكذلك يتحسن الاقتصاد في المنطقة والعلاقات الجيدة بين الأطراف ودور المنطقة يكون أبرز عالميا وأقوى».

وأكد أن «تحسين العلاقة بين كل الدول، شيء ضروري، وهو أمر مربوط بالناحية الأمنية والاقتصادية وحتى العلاقات الاجتماعية، واعتقد أن تقوية العلاقات بين أي بلد في المنطقة يؤدي إلى تقوية العلاقات بين المنطقة ككل، ولها تأثير إيجابي جدا بشكل جيد واحترام أكثر في المنطقة».

قلق أمني

وتحدث عن القلق الأمني لدى إيران من تواجد جماعات مسلحة معارضة لها في كردستان العراق قائلاً: «علاقة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكذلك جمهورية العراق قوية جدا، ونحن ننسق في معظم المجالات وتعاوننا مستمر حتى من الناحية الأمنية، ولدينا خطة لتأمين الحدود كافة وليس فقط في المنطقة والمشاورات موجودة وخطوات فعلية موجودة. نحن مع اللاجئين فكأي دولة أخرى شعورنا وعطفنا مع اللاجئين لكن لا نعطي مجالا للاجئين لاستعمال العراق كقاعدة لشن الهجمات أو الاعتداء على أي دولة مهما كان، وسياستنا واضحة ونسير على هذه السياسة ونعتبرها سياسة سليمة بيننا وبين دول الجوار».

ونوه إلى عقد عدّة لقاءات أمنية بين مسؤولي البلدين، موضحاً أن «القوات الأمنية من الطرفين موجودة على الحدود العراقية الإيرانية».

وبشأن كيفية تطوير العلاقات العراقية ـ الإيرانية مستقبلا قال: «علاقتنا تصل إلى حد جيد جدا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومشاوراتنا مستمرة، ومشاورتنا إذا لم أقل على نطاق يومي فهي على نطاق أسبوعي في كافة المجالات من الناحية التجارية والاقتصادية والأمنية، وفي بعض الأحيان من الناحية الدبلوماسية، وباعتقادي البلدين العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية لم يقصروا من أجل الوصول إلى اتفاقيات جدية من مصلحة واستقلال الجمهوريتين».

لا ضغوط

ونفى وجود «ضغوط خارجية للتأثير في العلاقات العراقية الإيرانية» مستدركاً بالقول: «بصراحة حتى الآن لم يُضغط على أحد أو على جمهورية العراق، لكننا نأخذ بعين الاعتبار وبشكل جدي مصلحة البلدين والتعاون في مصالح مشتركة من أجل التعاون المشترك ومصلحة الجمهوريتين».

وعن موقف رئاسة الجمهورية من ملف قانون الموازنة المالية الثلاثية ووجود طعون من الحكومة أوضح أن «الميزانية ضرورية لكل بلد حتى تنفذ برنامجها وحتى تدفع رواتب الناس وهذا جزء من الميزانية، ونقطة أخرى في كل بلد، خاصة إذا كان البلد ديمقراطيا، هناك جدال ونقاش حول الميزانية. لا توجد ميزانية في العالم يؤيدها البرلمان أو الحكومة أو حتى الأفراد والجماعات خارج الحكومة مئة بالمئة، لكنني شخصيا باسم رئاسة الجمهورية وقعت ووافقت على الميزانية، وسنبدأ بتنفيذ الميزانية خلال أيام».

وأكد أن «الأهم من هذا الجدال أو المناقشات هو تنفيذ الميزانية من أجل البدء بتنفيذ برنامج الحكومة من الناحية الخدمية، وكذلك من ناحية تحسين البنية التحتية في العراق، وهذا هو أهم شيء بالنسبة للشعب العراقي».

وفي سياق العلاقة بين إقليم كردستان العراق والمركز في بغداد التي وصفها رئيس الجمهورية بـ«الجيدة» أكد أن «في بعض الأحيان هناك وجهات نظر مختلفة ومطالب مختلفة، وهذا شيء ضروري ونحن نعلنه، وهناك لقاءات مستمرة بين الطرفين والآن هناك موافقة على ميزانية الإقليم وكذلك الاتفاق على تصدير نفط كردستان وهذا كله موجود».

وتابع: «كل طرف (حزب) يعرف أنه لن يؤيده مئة في المئة الطرف الآخر، فلا تملك كل الأحزاب ذات الإيديولوجية. بالطبع هناك وجهات نظر بين الأحزاب الكردية وحتى الأحزاب العراقية وهذا شيء ضروري والمنافسة الشرعية بين الاحزاب هي شيء لصالح المجتمع، لكن أن تعتبرها كاختلافات جذرية، وتؤدي إلى تقسيم، أتصور أن هناك مبالغة فيها وقسما من الناس لا يعرفون الوضع الحقيقي الموجود».

خدمة المجتمع

وزاد: «نحن نسير من أجل التنسيق والتعاون وكذلك خدمة المجتمع العراقي في هذه الظروف، والتعاون المستمر بين الإقليم والمركز بشكل جدي ويومي وأنا لست غائبا عن هذا الوضع ولدي اتصالات يومية ومستمرة من أجل تقوية العلاقات وتحسينها من أجل تنفيذ برنامج حكومة الإقليم وكذلك برنامج الحكومة المركزية».

تنفيذ برنامج الحكومة

وعن رأيه في إمكانية أن تستمر حكومة السوداني 4 سنوات أم ستكون هناك انتخابات مبكرة حسب الاتفاقيات التي سبقت تشكيل الحكومة بين القوى السياسية، قال رشيد: «العلاقة بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية وحتى البرلمان والكتل السياسية علاقة جيدة، ونحن أملنا الآن في الوقت الحاضر وتركيزنا، على تنفيذ برنامج الحكومة، خاصة بعد تصديق الميزانية من أجل تقديم الخدمات، وكذلك تحسين البنية التحتية في العراق والاكتفاء الذاتي بالنسبة لبعض الأشياء الضرورية في العراق، مثل قضية الغذاء والصحة والتعليم وحتى المياه، نحن نعمل عليها، وأملنا تحسين هذه الأشياء التي تعد أولويات في برنامجنا».

وزاد: «تغيير الحكومة ليس من الأولويات الحاضرة. نحن نسير على برنامج الحكومة وأملنا أن نفرض ونطبق البرنامج في مستقبل قريب، والفترة الزمنية 4 سنوات ليست بالفترة الطويلة جدا لعمر أي شعب، والبرلمان يقرر متى تكون الانتخابات أو الحكومة تقرر متى تكون الانتخابات أو رئيس الجمهورية يقرر متى نحتاج لإجراء انتخابات جديدة».

ولفت إلى موقفه بشأن إمكانية إجراء تعديلات دستورية قائلاً: «لا يوجد دستور في العالم تنفذ كل بنود حاجات المجتمع، خاصة أن هناك في بعض البلدان لا يوجد دستور، ولذلك نحن الآن نسير على دستور العراق ولحد الآن لا توجد معارضة لدستور العراق من أي جهة موجودة في العراق».

وبين أن «في بعض الأحيان، يجوز أن نحتاج إلى تغيير أو تبديل بعض الكلمات بكلمات أخرى، مثلا في البداية عندما تم إقرار الدستور كانت لدينا الهيئة الرئاسية في البلد مكونة من رئيس ونائبين للرئيس، والآن عندنا رئيس الجمهورية، وبعض الملاحظات الأخرى موجودة وهذه الأشياء في اعتقادي في الوقت الحاضر ثانوية، ونحن الآن تركيزنا على أساس تثبيت الأمن والاستقرار وكذلك تنفيذ برنامج الحكومة وبعدها إذا كان لدينا بعض المشاكل من ناحية الدستور أو القوانين أو التشريعات عندنا مجال للتفكير بها ونعمل بها حسب دستورنا أو تشريعاتنا الموجودة».

وحول العلاقة بين بغداد واشنطن في ظل الحكومة الحالية، أكد أن «علاقتنا جيدة مع أمريكا ونحن لا نخفي هذا الأمر. علاقتنا جيدة ولدينا تنسيق وزيارات إلى واشنطن على مستوى المسؤولين، وكذلك الوفود حسب الحاجة وحسب الضرورة، لكن أهم شيء أننا نحافظ وندافع عن استقلالية العراق في كافة المجالات».

وبشأن زيارته الأخيرة إلى طهران قال: «كانت اللقاءات إيجابية جدا وقررنا تعميق وتنسيق في كافة المجالات تجارية، تاريخية، ثقافية. قضية المياه بحثناها وحتى قضية الكهرباء بحثناها والأمور الضرورية التي نحتاجها، ولذلك علاقتنا مستمرة وقوية جدا ونحن لا نخفيها أبدا ونفتخر بها، ونحن لا ننسى فضل الجمهورية الإسلامية في الظروف الصعبة على العراق، وأكرر علاقتنا قوية وخطواتنا جيدة من أجل مصلحة البلدين والتعاون بين البلدين واستقلالية البلدين».