استضافت مصر في اليوم الخميس، الموافق لـ13 تموز 2023، قمة إقليمية لحل الأزمة في السودان. وأكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أن بلاده ستبذل جهودها الكاملة لوقف نزيف الدم السوداني.
وأوضح السيسي أنه يتعين على دول جوار السودان توحيد رؤيتها نحو حل الأزمة الراهنة، لافتاً إلى أن الاقتتال الدائر في السودان دمّر البنية التحتية والمرافق الحيوية.
وتابع: «تدهور المؤسسات الصحية في السودان أسفر عن تداعيات إنسانية كارثية».
وأشار الرئيس المصري إلى أنه يجب الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية حتى التوصل لحل سياسي شامل. مشيداً بمواقف دول جوار السودان التي استقبلت مئات الآلاف من النازحين. كما طالب «المجتمع الدولي بالوفاء بتعهدات دعم دول جوار السودان».
مصر تدعو لحل الأزمة في السودان
وأكد السيسي أن مصر تدعم تطلعات الشعب السوداني نحو العيش في سلام مستدام، مطالباً الطرفين المتحاربين في السودان بوقف التصعيد والبدء في مفاوضات جادة، وحماية الممرات الإنسانية بالسودان، وتأمين قوافل المساعدات.
كما تطرق إلى دعوة بلاده لإطلاق حوار شامل وجامع لتلبية تطلعات الشعب السوداني.
من جهته، دعا الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، اليوم إلى احترام استقلال وسيادة السودان، ومنع التدخلات الخارجية في الشأن السوداني.
وقال أفورقي، في كلمة خلال مؤتمر دول جوار السودان المنعقد في العاصمة المصرية (القاهرة)، إن «الشعب السوداني ستكون له الكلمة الأخيرة في حل الأزمة».
وأكد أن هذه القمة تعدّ فرصة سانحة لشعب السودان؛ لإيجاد مخرج للأزمة.
وأوضح أن عقد هذه القمة خطوة أولى في رحلة طويلة، مشدداً على أنه لا يوجد مبرر للحرب في السودان.
وأكد أن «بلاده ترفض أي تدخل خارجي في السودان تحت أي مُسمى، ومستعدون لدعم السودان بالطرق كلها».
مطالباً بـ«إعطاء فرصة للشعب السوداني لإنهاء الحرب وتحديد مستقبله».
كير: انهاء الأزمة في السودان أولية لدول الجوار
أما رئيس جنوب السودان، سلفا كير، فأكد أن إنهاء الصراع في السودان أولوية لدول الجوار.
مطالباً طرفي الصراع بوقف إطلاق النار فوراً،
وأشار إلى أن الحرب لها تداعيات أمنية واقتصادية سلبية على دول الجوار.
وتابع قائلاً إن «الأولوية بالنسبة لنا هي إيجاد حلول أفريقية لمشكلات القارة».
ودعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، إلى توحيد مبادرات حل الأزمة السودانية.
وقال رئيس تشاد، محمد إدريس ديبي، إنه يجب أن تتفاعل جهود دول جوار السودان والاتحاد الأفريقي لحل الأزمة.
وأضاف: «نعاني من العواقب الوخيمة لاستمرار الصراع في السودان».
أما رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد علي، فقال: «أتمنى أن تكون هناك سلطة في السودان تأخذ زمام الأمور وتنهي الأزمة».
ودعا أيضاً إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في السودان. وتابع: «يجب البدء في عملية انتقالية للسلطة في السودان».
عوامل داخلية وخارجية أشعلت الوضع
وعلق رئيس المفوضية الأفريقية موسى فقي محمد، ضمن القمة، قائلاً: «إن عوامل سلبية داخلية وخارجية أشعلت الوضع في السودان».
ودعت مصر دول جوار السودان لحضور قمة اليوم.
وقال مصدران أمنيان، لوكالة «رويترز»، إن القمة تهدف إلى منع التدخل والتأثير الأجنبيَين في القتال، وإطلاق عملية للتوصل إلى اتفاق سلمي لوقف القتال.
وأضاف المصدران أن تلك الخطة ستسعى للتوصل إلى هدنة مدتها 3 أشهر، وفتح مسارات للمساعدات الإنسانية من خلال سلسلة من الاجتماعات مع الزعماء العسكريين والقبليين.
البيان الختامي يدعو لحل الأزمة في السودان
ودعا البيان الختامي لقمة دول الجوار الأطراف المتحاربة إلى وقف التصعيد والتزام الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار.
وبحسب البيان الختامي، فقد اتفق المشاركون في فعاليات قمة دول جوار السودان، على ما يلي:
- الإعراب عن القلق العميق إزاء استمرار العمليات العسكرية والتدهور الحاد الأمني في السودان، ومناشدة الأطراف المتحاربة وقف التصعيد والتزام الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار.
- التأكيد على الاحترام الكامل لسيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، والتعامل مع النزاع على أنه شأن داخلي، وعدم تدخل أطراف خارجية في الأزمة.
الحفاظ على الدولة السودانية
- التأكيد على أهمية الحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومؤسساتها، ومنع تفككها وانتشار عوامل الفوضى كالإرهاب والجريمة المنظمة، الأمر الذي سيكون له تداعيات بالغة الخطورة على أمن واستقرار دول الجوار.
- التعامل مع الأزمة الراهنة وتبعاتها بشكل شامل، خاصة أن استمرار الأزمة يترتب عليه زيادة النازحين وتدفق المزيد من الفارين إلى دور الجوار؛ بما يمثل ضغطاً إضافياً على مواردها، يتجاوز قدرتها على الاستيعاب، وضرورة تحمل المجتمع الدولي والدول المانحة المسئوليات بتخصيص مبالغ مناسبة، وفقاً للتعهدات المعلن عنها في مؤتمر دعم السودان.
- الإعراب عن القلق البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، وإدانة الاعتداءات المتكررة على المدنيين والمناطق الصحية والخدمية، وبذل قصارى الجهود لتوفير المساعدات اللازمة لمعالجة النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
- الاتفاق على تيسير نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة للسودان عبر أراضي دول الجوار، بالتنسيق مع المنظمات المعنية، وتشجيع العبور الآمن للمساعدات ووصولها للمناطق الأكثر احتياجا داخل الأراضي السودانية، ودعوة مختلف الأطراف لتوفير الحماية اللازمة لموظفي الإغاثة.
- التأكيد على الحل السياسي لوقف الصراع الدائر، وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية.
- الاتفاق على تشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة السودانية، على مستوى وزراء خارجية دول الجوار، يكون اجتماعها الأول في دولة تشاد.