خاص: رسائل وتهديدات بين "الاحتلال وحماس" بفعل تصاعد العمليات بالضفة

قلق من عدوان على غزة

خاص: رسائل وتهديدات بين "الاحتلال وحماس" بفعل تصاعد العمليات بالضفة

2023/08/31 الساعة 03:49 م
رسائل وتهديدات بين "الاحتلال وحماس" بفعل تصاعد العمليات بالضفة

خاص/ اليوم الاخباري

في الآونة الأخيرة ارتفعت بشكل ملحوظ وتيرة العمليات التي يقودها شبان فلسطينيون من الضفة الغريبة ضد المستوطنين في الحواجز والطرقات، تلك العمليات تسببت بقلقٍ كبير لدى المواطنين الذين يعيشون في غزة بسبب التهديدات المستمرة التي يوجهها قادة الاحتلال الى قادة حركة حماس بغزة التي تعتبرها المسؤولة عن هذه العمليات.

ظهر ذلك في الاعلام الإسرائيلي وخلال الاجتماعات الأخيرة المتتالية التي أجرتْها حكومة نتنياهو للتصدي للعمليات في الضفة وإعلانهم بصدور قرار يتعلق في معاقبة من يقف وراء هذه العمليات سواء من داخل الضفة أو خارجها، موجهين تهديدات صريحة وواضحة لقادة حركة حماس في غزة وخارجها على رأسهم نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري بعد تحميله المسؤولية المباشرة عن إصدار التعليمات لتنفيذ هذه العمليات.

التهديدات والرسائل شديدة اللهجة المتبادلة بين الأطراف دفعت سكان قطاع غزة للتساؤل هل سندخل في مواجهة مع الاحتلال؟ ودفعتهم للتخوّف من الدخول في مواجهة فعلية في ظل استمرار الازمات التي يمر بها القطاع والحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، هذا الخوف نابع من معرفته الكافية بالشلل الذي سيطال الحياة المعيشية في غزة حال الدخول بمواجهة وتصعيد، فرغم الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة التي يمر بها سكان القطاع، إلا أنهم لا يرغبون في ملاقاة الاحتلال بسبب الأضرار والخسائر الوخيمة التي ستلحق بهم كشعب وحكومة.

ولم يقتصر قلق الشعب بغزة من العلميات في الضفة، بل زاد قلقه بعدما أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة، أمس الأربعاء، عن إعادة تجهيز وتأهيل مخيمات العودة على الحدود الشرقية للقطاع، رفضاً للحصار والدعوة لحق العودة لأراضينا المحتلة.

المواطنون في غزة أصبح لديهم تخوّف كبير من هذا التصعيد الذي يحدث على الساحة بين العلميات في الضفة وبين مسيرات العودة، بعدما استقرت الأمور خلال الأشهر الماضية دون أي تصعيدات، هذا التخوّف نتيجة معرفتهم بأن الحياة المعيشية ستتوقف بشكل كامل وستُصاب بالشلل التام اذا حصلت أي مواجهة بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس في غزة، لذا الجميع يتمنى أن تسير الأمور بهدوء تام للوصول للاستقرار بعيداً عن العنف.

الجدير ذكره بأن آخر هذه العمليات هي عملية رام الله صباح اليوم الخميس، والتي أدت إلى مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين بجراح، وسبقتها بأيام عملية الخليل وحوارة، وغيرها من مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وكذلك القدس المحتلة.

ووفق الاحصائيات الأخيرة التابعة للأمم المتحدة والاحصائيات الاسرائيلية، بلغ عدد الإسرائيليين الذي قُتلوا نتيجة العمليات الفلسطينية وصل إلى 37 إسرائيليا منذ مطلع العام الجاري، فيما وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، بأن هذا العام  هو الأكثر دموية منذ الانتفاضة الثانية عام 2000.

هذه العمليات سببت قلق كبير لدى الجمهور الإسرائيلي والأمن القومي، ووضعت حكومة بنيامين نتنياهو في موقف محرج وصعب أمام الجمهور الإسرائيلي، حيث زادت تلك العمليات منذ تولي حكومة نتنياهو مقاليد الحكم وارتفعت فيها أعداد القتلى المستوطنين، الأمر الذي دفع المجلس الوزاري المصغر لشؤون الامن لاتخاذ قرار باستهداف منفذي عمليات المقاومة في الضفة، بل ولن يقتصر الرد على حدود الضفة، حيث سيطول أطرافا في الخارج تدّعي تل أبيب أنها مسؤولة عن التحريض على تنفيذ هذه العمليات وتوجيهها.

لا شك أن حكومة نتنياهو تتهم إيران والجماعات المتحالفة معها بالمسؤولية عن لعب دور هام في توفير البيئة المناسبة التي تسمح بتنفيذ هذه العمليات، لكن الإعلام الإسرائيلي أشار بشكل واضح إلى أن تل أبيب تحمّل قيادتي حركة حماس في غزة والخارج تحديدا، المسؤولية عن توجيه هذه العمليات، الأمر الذي دفعهم لتحميل نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري المسؤولية المباشرة عن إصدار التعليمات لتنفيذ هذه العمليات وتهديده.

هذه التهديدات أثارت غضب حركة حماس في غزة ما دفعها للتوعّد على أي اعتداء يطال قادتها بشكل مباشر، الأمر الذي قد يُدخل المنطقة في صراع وعنف يمتد لفترات طويلة خاصةً وأن حركة حماس منذ سنوات طويلة لم تدخل في أي مواجهة مباشرة مع الاحتلال.

وخلال الشهر الجاري، نظّمت حركة حماس "مسيرات العودة" على الحدود الشرقية لقطاع غزة دعماً واسناداً للأقصى وللعمليات النضالية التي يقوم بها الفلسطينيون في الضفة الغربية، حيث خرج المواطنون حاملين أعلام فلسطين ومرددين الشعارات التي تدعم صمود أهل الضفة والقدس، مؤكدين على استمراريتها

فالعمال في غزة لديهم أمل كبير في حصولهم على تصاريح عمل تسمح لهم بالعمل في الداخل، هذه الفرصة ينتظرها الكثير ممن لم يحالفهم الحظ منتظرين أسماءهم ضمن الكشوفات المتوقع إصدارها، لذا لا يرغبون في هذه الأحداث المتصاعدة التي ستحرمهم من إعادة ترميم ما دمره الحصار على غزة طيلة السنوات الماضية، لذا يتمنى الشعب الغزي أن تستقر الأوضاع حتى يحافظ المواطنون في غزة على لقمة عيشهم.