خاص: تزايد هجرة الشباب الغزي إلى الخارج.. نزيف أدمغة وطاقات فلسطينية  

خاص: تزايد هجرة الشباب الغزي إلى الخارج.. نزيف أدمغة وطاقات فلسطينية  

2023/09/10 الساعة 03:13 م
خاص: تزايد هجرة الشباب الغزي إلى الخارج.. نزيف أدمغة وطاقات فلسطينية  

خاص اليوم الإخباري- غزة
يزداد إقبال الشباب في قطاع غزة على التسجيل في المكاتب الرسمية للسياحة والسفر والتي لها الحق حصريًا في منح تأشيرات عدم ممانعة لدخول الدول المرغوب السفر إليها (فيزا)، وذلك لأسباب ودوافع تختلف من شخص لآخر.

وتكثر في الآونة الأخيرة، المقاطع المصورة التي تظهر مشاهد الأهالي وهم يودعون أبناءهم المُهاجرين إلى بعض الدول التي قد تستوعب من يريد الهجرة ولكن بصعوبة، لا يدركون مصيرهم الذي سبقهم هناك كيف سيكون.

في حين، يرى حقوقيون ومسؤولون فلسطينيون، أن ما يجري لا يعتبر هجرةً حقيقيًة، حسب ما صنفوه بأن من يسافر خارج البلاد بحثًا عن العمل أو العلم أو أسباب أخرى، أمرًا بات عاديًا في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها سياسيًا واقتصاديًا والحصار الإسرائيلي المستمر.

نزيف أدمغة وطاقات

في السياق، قال رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، صلاح عبد العاطي: إنه في الفترة الأخيرة تزايدت رغبة الشباب في الهجرة عبر قوارب الموت أو من خلال رحلات متعددة، حيث تابعنا حالات من الغرق في بحر ما بين تركيا واليونان على وجه التحديد وغيرها من مناطق مختلفة.

وأضاف عبد العاطي في حديثه لـ "اليوم الإخباري"، أن هجرة الشباب تعتبر نزيف أدمغة وطاقات فلسطينية بشكل أو بآخر، ولكن الأسباب الحقيقية التي دفعت الشباب هؤلاء للهجرة هو استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة للعام الـ 17 على التوالي، والذي ترك تداعيات "كارثية" على مجمل حالة حقوق الإنسان وبالذات الأوضاع الإنسانية ورفع نسب الفقر والبطالة.

وتابع: الحصار نتج عنه حالة من الانقسام في النظام الفلسطيني ومناكفات سياسية وانتهاكات لحقوق الإنسان، وبالذات تهميش قضايا الشباب وغياب في مشاركتهم السياسية والاقتصادية، وكذلك أيضًا غياب سياسات تستطيع من خلالها تلك الحكومتين (غزة ورام الله) مواجهة كل التداعيات والأمراض والظواهر السلبية التي باتت تنتشر في أواسط الشباب ومن بينها: الانتحار والهجرة وغيرها.

عقوبات السلطة ضد غزة

وشدد عبد العاطي، أن العقوبات الجماعية من قبل السلطة على غزة عام 2017، ساهمت في إضافة معاناة جديدة وتعميق أزمات القطاع، عدا عن الضرائب وسياسات الجباية داخل الحكومة بغزة، وتردي الأحوال المعيشية والخدماتية في معظم القطاعات المختلفة كالكهرباء والمياه والصحة والتعليم وأخرى.

وأكمل: كل الأمور السابقة أوجدت بيئة طاردة للشباب، وبالتالي تزايدت ظواهر الهجرة التي بات الشباب يعتبرونها الملاذ والخيار الأساسي لهم في مواجهة مثل هذه الممارسات وخاصة بعد فقدانهم الأمل في المصالحة وإجراء الانتخابات بما يعزز من إعادة النظام السياسي على أسس وشراكة.

وختم عبد العاطي، حديثه بالقول: "نحن نعتقد أن هذه الظاهرة تتطلب سياسات وطنية من أجل ضمان مواجهتها والحد منها".

هجرة الشباب أمر صحي اقتصاديًا

من جهته، أكد رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في قطاع غزة، سامي العمصي، أن سفر الشباب بحثًا عن العمل له فوائد صحية للاقتصاد الفلسطيني.  

وقال العمصي في حديثه لـ "اليوم الإخباري": إن موضوع خروج الشباب للبحث عن العمل في الخارج بعيدًا عن الخلافات السياسية، ولكن من ناحية اقتصادية، فقطاع غزة منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كان مُصدرًا للأيدي العاملة، وأبناء القطاع لم يكونوا في حياتهم يعملون داخله، ولا تستطيع هذه البقعة الصغيرة استيعابهم.

وأكد أن الخروج بحثًا عن العمل أمر صحي اقتصاديًا، لأن كل شاب يخرج للعمل في نهاية الأمر، كل عملة صعبة سيحصل عليها سيتم إرسالها وإنفاقها بالتأكيد في بلاده، وهو ما نعتبره داعمًا للاقتصاد وطبيعيًا وليس خارجًا عن المألوف مثلما يحدث في باقي دول العالم.