غزة – أحمد قلجة
بأيدٍ عاريةٍ وأجسادٍ مُتعبَةٍ يُحاولُ رجالُ الدفاعِ المدني البحثَ عن ناجينَ تحتَ الأنقاض، منزلٌ تُدمِّرُهُ الطائراتُ الحربيةُ الإسرائيليةُ في ساعاتٍ متأخّرةٍ من الليلِ فوقَ رؤوسِ ساكنيهخلالَ غاراتِها على مدينة خانيونس، يُنادونَ على من تبقى من أحياءٍ تحتَ الركامِ لربّما يَصلونَ إلى أنينِ طفلٍ أو استغاثةِ امرأة.
يقول المواطن محمد سعد، أحد النازحين في المنزل المستهدف: "أكثر من 3 صواريخ نزلوا علينا واحنا نايمين، أكثر من 12 شهيد في المنزل بسبب الضربة كلهم من النساء والأطفال".
ويشير إلى أنهم استمروا لأكثر من ساعة وهم يخرجون الشهداء من تحت الأنقاض، مضيفًا: "شو ذنبنا نموت، حكولنا انزحوا من الشمال للجنوب عشان يقتلونا".
ومع غيابِ الإمكاناتِ البشريةِ والماديةِ تَقِفُ طواقمُ الدفاعِ المدنيِ شبْهَ عاجزةٍ أمامَ إنقاذِ مئاتِ المُصابينَ أو انتشالِ الضحايا، فإسرائيلُ تلاحقُهم وتَقْصِفُ المركباتِ والشاحناتِ الثقيلةِ وتَستهدفُ الطواقمَ العاملةَ في المَيدان.
بدوره، يقول مسؤول الدفاع المدني برفح بسام العطار: "تقوم طواقم الدفاع المدني حاليا بعمليات الانتشال لعدد من الشهداء في منزل تم استهدافه من قبل طائرات الاحتلال ليلة أمس، حيث أن طواقم الدفاع المدني تعمل بالحد الأدنى من الإمكانيات من الكوادر البشرية والآليات".
وأضاف أن جيش الاحتلال قام باستهداف العديد من الآليات والمركبات التابعة للدافع المدني، كما استهدفت الكوادر البشرية التي تعتبر من طواقم الدفاع المدني، وهذا كله يؤثر ويحد من إمكانيات الدفاع المدني في عمليات الانتشار وإنقاذ المصابين.
ومع كلِّ مرةٍ تُنفّذُ فيها الطائراتُ الحربيةُ الإسرائيليةُ غاراتٍ على الأحياءِ السكنية، يَتساقَطُ المزيدُ من الضحايا المدنيينَ ويُصابُ من تبقى، لكنَّ المفجِعَ في الأمرِ أنّ أعدادَ المفقودينَ تبلغُ الآلاف.
وبحسب إحصائيات، أكثرُ من ثلاثةَ عشَرَ ألفَ فلسطينيٍ في عِدادِ المفقودينَ تحتَ الأنقاض، أو دفنوا في مقابرَ جماعيةٍ عشوائية، لم تتركْ إسرائيلُ جريمةً إلا وارتكبتْها في غزةَ ولا قانوناً إلا وانتهكتْهُ ولا سلاحاً إلا وجرَّبَتْهُ على أجسادِ الفلسطينيين.