خاص/ نور عرفة
في صباح يوم الجمعة 4 أبريل 2025، أعلن الجيش الإسرائيلي عن توسيع عملياته البرية بشكل رسمي في قطاع غزة، مركّزًا على منطقة الشجاعية شرقي مدينة غزة. هذه العملية تأتي بعد أيام من القصف الجوي المكثف على المنطقة، التي شهدت تطورًا سريعًا في المواقف العسكرية مع دخول القوات الإسرائيلية بشكل أعمق إلى الأحياء السكنية.
بدأت الدبابات الإسرائيلية بالتوغل في حي الشجاعية، وهو أحد أكبر الأحياء السكنية في غزة. المنطقة كانت تحت القصف منذ بداية الأسبوع، لكن الهجوم البري الأخير كان مختلفًا، حيث قامت القوات الإسرائيلية بالتمركز في نقاط استراتيجية على طول الشوارع الرئيسية في الحي.
أحد هذه النقاط كانت تلة المنطار، وهي تلة مرتفعة تُعد من أبرز المواقع العسكرية الإسرائيلية في المنطقة. تلة المنطار تتيح رؤية شاملة على معظم أنحاء قطاع غزة، مما يجعلها نقطة استراتيجية بالغة الأهمية لجيش الاحتلال. تمركزت عليها العديد من الدبابات، التي استخدمتها القوات الإسرائيلية لزيادة الضغط على المقاومة في المنطقة. تلة المنطار لا تُعتبر مجرد نقطة مراقبة، بل تمثل نقطة انطلاق للعديد من العمليات العسكرية، حيث يمكن منها استهداف أهداف على بعد عدة كيلومترات، بما في ذلك بعض المواقع الحساسة في القطاع.
مع تقدم الدبابات والمدرعات الإسرائيلية، تزايدت التوترات في المنطقة. القوات الإسرائيلية، التي استخدمت القصف المدفعي والجوّي بشكل مكثف، ركزت على تدمير أي مقاومة في المنطقة مع محاولة تأمين المواقع التي تمركزت فيها. هذا التصعيد كان يهدف إلى التضييق على المدنيين والمسلحين على حد سواء، ما أدى إلى نزوح عدد كبير من سكان الحي الذين اضطروا للبحث عن أماكن أكثر أمانًا.
وتحدث سكان الشجاعية عن أوضاع مأساوية يعيشونها منذ بداية التوغل. حيث تقول أم يوسف، وهي سيدة من سكان حي الشجاعية: “منذ الصباح ونحن نسمع صوت الدبابات والطائرات، الأجواء مشحونة بالقلق والخوف. معظم الناس بدأوا في النزوح من منازلهم، خاصة العائلات التي تقيم قرب مواقع القصف. هذه ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها لعدوان، لكن الوضع اليوم مختلف؛ الدبابات اقتحمت الحي بالكامل تقريبًا.”
أما سعيد، وهو شاب في العقد الثالث من عمره، يقول: “نحن لا نعرف أين نذهب، القصف في كل مكان. اضطررنا للهرب من منازلنا، لكن لا نعرف إلى أين نذهب، المنطقة كلها مهددة.”
وبما يتعلق بالوضع الإنساني، أفاد العديد من النازحين من المنطقة بأنهم يواجهون صعوبات كبيرة في إيجاد أماكن آمنة بعيدًا عن القصف. المستشفيات في قطاع غزة، والتي كانت تعاني من ضغط هائل بسبب القصف المستمر، تواجه صعوبات في استيعاب المصابين بسبب القتال الشرس. المنظمات الإنسانية الدولية طالبت بفتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين، لكن الوضع الميداني يجعل من الصعب تنفيذ هذه المطالب.
بدوره أكد المحلل السياسي غسان الخطيب أن التصعيد العسكري في الشجاعية يعكس الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر.
وأشار إلى أن الهجمات على المناطق السكنية تتسبب في معاناة كبيرة للمدنيين، محذرًا من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة إذا استمر الوضع على هذا النحو
ولفت الصحافي محمد حمو إلى أن نيران الجيش الإسرائيلي تحاصر سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، مما يزيد من معاناتهم ويضاعف من حجم الكارثة الإنسانية في المنطقة.