طالب المكتب الإعلامي الحكومي، الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومراسلون بلا حدود وكل الهيئات الأممية المعنية بحرية الصحافة بالتحقيق الفوري والمستقل في الجرائم المرتكبة ضد صحفيي قطاع غزة ضمن حرب الإبادة الجماعية.
وحث المكتب الإعلامي في بيان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف 3 مايو، على توفير الحماية الدولية العاجلة للصحفيين الفلسطينيين، وبكسر الحصار الإعلامي المفروض على قطاع غزة.
وأوصى بإحالة ملفات انتهاكات الصحافة إلى المحكمة الجنائية الدولية، لمحاكمة قتلة الصحفيين وكل من تورّط في سفك دمائهم.
وحول حصيلة استهداف الصحفيين، أشار المكتب إلى استشهاد 212 صحفيا وإعلاميا برصاص الاحتلال، بينهم مراسلون وموظفون ومصوّرون ومحررون يعملون في وسائل الإعلام المحلية والدولية.
وبيّن أن 409 آخرين أصيبوا بإصابات متفاوتة، بعضهم فقد أطرافه، وكلهم فقدوا الأمان، إضافة إلى اعتقال 48 ممن عرفت أسماؤهم، تعرض العديد منهم للتعذيب والمعاملة المهينة، في مخالفة واضحة لكل المواثيق الدولية.
وأضاف المكتب أن خسائر القطاع الإعلامي في غزة بلغت ما يربو على 400 مليون دولار، حيث تعرّضت 143 مؤسسة إعلامية للاستهداف، بينها 12 صحيفة ورقية و23 صحيفة إلكترونية و11 إذاعة و4 قنوات فضائية في غزة، إضافة إلى تدمير مقرات 12 فضائية عربية ودولية.
ولفت إلى تدمير 44 منزلاً لصحفيين من القصف الإسرائيلي، وقتل 21 ناشطاً إعلامياً مؤثراً على منصات التواصل الاجتماعي.
وقال المكتب إن ذلك شمل أيضا تفجير المطابع " وإتلاف معدات البث والكاميرات وسيارات النقل المباشر، وتعليق وحجب حسابات ومنصات رقمية عديدة بدعوى "مخالفة المعايير".
وتابع أن صحفيي غزة يحيوون هذا اليوم "بلغةٍ أخرى، بلغة الدم والجوع والدمع والرماد. في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بحرية الصحافة، تسيل دماء الإعلاميين الفلسطينيين في شوارع غزة، وتُقصف مقراتهم وسياراتهم، وتكسر أقلامهم وكاميراتهم، وتُستهدف بيوتهم وممتلكاتهم، ويُدفنون أحياناً مع أسرهم تحت الأنقاض، لأنهم فقط قرروا أن ينقلوا الحقيقة".
وزاد على ذلك أن "الصحفي الفلسطيني لا يحمل الكاميرا فقط، بل يحمل الحقيقة، ولا يحمل الميكروفون فقط، بل يحمل صوت المقهورين، ولا يسكن في المكاتب، بل في الميدان، حيث القصف والمجازر والموت. ومع ذلك، لا يتراجع، ولا يصمت، ولا ينسحب".
ووجه المكتب الإعلامي الحكومي، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، تحية إجلال وتعظيم إلى جميع الزملاء الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين، الذين سطّروا أعظم صور البطولة والمهنية تحت القصف والحصار، ولم تمنعهم آلة الحرب ولا ركام البيوت ولا نزيف الجراح من أداء رسالتهم السامية.
وختم بالقول: "نحيّي أرواح من ارتقوا على درب الحقيقة، ونشدّ على أيادي من بقوا في الميدان، يواجهون الموت بالكلمة، ويتحدّون الظلم بالصورة، ويؤكدون أن الصحافة في فلسطين ليست مهنة فحسب، بل شهادة ورسالة وعقيدة راسخة".