قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب نمطًا منهجيًا من الإبادة الجماعية في قطاع غزة، يتجلى بشكل واضح في المعدلات الصادمة لقتل النساء، حيث يُقتل ما معدله 21.3 امرأة فلسطينية يوميًا منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023، أي بمعدل امرأة كل ساعة تقريبًا.

وأوضح المرصد في بيان صدر يوم الأحد، أن هذه الأرقام لا تشمل النساء اللاتي توفين بسبب الحصار الخانق، والتجويع، وانعدام الرعاية الطبية، ما يشير إلى أن الحصيلة الحقيقية أكبر بكثير من الموثّق.

وأشار إلى أن هذا الاستهداف المكثف والممنهج للنساء، لا سيما الأمهات، يحدث سواء داخل منازلهن، أو في خيام النزوح، أو في مراكز الإيواء، وحتى أثناء محاولتهن الفرار بأطفالهن من نيران القصف، ما يعكس نمطًا متعمدًا لتدمير النسيج السكاني الفلسطيني.

ووثّق المرصد استشهاد أكثر من 12,400 امرأة خلال 582 يومًا من العدوان، مشيرًا إلى أن نسبة الضحايا من النساء الحوامل والأمهات المرضعات ارتفعت بشكل غير مسبوق نتيجة الاستهداف المباشر بالقصف.

وسلط التقرير الضوء على نماذج من هذه الجرائم، بينها استشهاد الأم نايفة عويضة (24 عامًا) وزوجها وطفلتيهما، أيلول (24 يومًا) وزينة (18 شهرًا)، في قصف على خيمة نزوحهم في مواصي خان يونس. كما استُهدفت الأم ندى أبو شقرة مع زوجها وأطفالهما بنفس الطريقة، بالإضافة إلى مقتل خديجة عسلية (30 عامًا) مع زوجها وخمسة من أطفالهم بطائرة مسيّرة استهدفت خيمتهم في جباليا.

وأكد المرصد أن هذه الجرائم لا تتوقف عند حدود القتل، إذ يعاني نحو 60 ألف امرأة حامل من أوضاع صحية متدهورة نتيجة الحصار، وسوء التغذية، ونقص الرعاية الطبية. واعتبر أن هذه الأوضاع ترقى إلى "منع الولادات القسري"، أحد أركان جريمة الإبادة الجماعية وفق المادة الثانية (د) من اتفاقية عام 1948.

وأشار إلى أن الاحتلال يتبع عدة وسائل لتحقيق هذا الهدف، من بينها قتل النساء في سنّ الإنجاب، وتدمير المرافق الصحية المخصصة للأمومة والطفولة، ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية، وتجويع الأمهات، ما يؤدي إلى وفيات بطيئة ومضاعفات صحية خطيرة.

ونوّه المرصد إلى أن الأمهات الفلسطينيات يعشن معاناة نفسية مركبة، نتيجة فقدان أفراد من عائلاتهن، وتكرار النزوح، وانعدام الأمان، ما يؤدي إلى تفشي القلق، الاكتئاب، والصدمات النفسية الحادة بينهن.

ودعا المرصد الأورومتوسطي الدول كافة إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في غزة، ومساءلة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه، وضمان تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية.

كما طالب بتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس وزراء الاحتلال ووزير جيشه، والعمل على تسليمهم للعدالة الدولية. ودعا إلى فرض عقوبات شاملة على إسرائيل، تشمل الحظر العسكري، وتجميد الأصول، ومنع السفر للمسؤولين المتورطين، إضافة إلى تعليق الاتفاقيات التي تمنح الاحتلال امتيازات اقتصادية أو دبلوماسية.