تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ112 على التوالي، وسط تصعيد في عمليات الاقتحام والتجريف، وتضييق ممنهج على السكان.
وشهد مخيم جنين توسعًا في أعمال التجريف والتدمير التي تنفذها جرافات الاحتلال، بهدف تغيير بنيته ومعالمه بالكامل. كما تستمر القوات بمنع الدخول إلى المخيم أو الخروج منه.
وفي تصعيد جديد صباح الإثنين، نكل جنود الاحتلال بشاب فلسطيني عند مدخل المخيم بعد احتجازه وتقييد يديه، بينما تواصلت الاعتداءات في محيط المدينة، حيث اقتحمت قوات الاحتلال بلدات عرابة، عربونة، جلقموس وعرانة، ونشرت فرق مشاة أعاقت حركة المواطنين ومركباتهم، خاصة عند مداخل القرى.
وتشهد قرى جنين اقتحامات شبه يومية، وتحركات عسكرية مستمرة، وسط انتشار دائم لدوريات الاحتلال في شوارع المدينة. واقتحمت القوات مساء الأحد منزل المواطن عماد السعدي في حي الجابريات، فيما تواصل إغلاقها الكامل للمخيم.
وبحسب تقديرات بلدية جنين، فقد دمر الاحتلال بالكامل نحو 600 منزل داخل المخيم، بينما تضررت المنازل الأخرى جزئياً وأصبحت غير صالحة للسكن، نتيجة لإطلاق النار الكثيف وأعمال التجريف المستمرة.
وامتدت الأضرار إلى المدينة ذاتها، خاصة في الحي الشرقي وحي الهدف، حيث تضررت المنشآت والبنية التحتية بشكل واسع. كما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إضافية نحو المخيم، واستمرت في نشر المشاة داخل أحياء المدينة.
ويواجه آلاف السكان أوضاعًا إنسانية صعبة، حيث أجبرت العمليات العسكرية الإسرائيلية أكثر من 22 ألف مواطن على النزوح من منازلهم، وفق بلدية جنين.
اقتصاديًا، تشهد المدينة انهيارًا شبه كامل، مع خسائر أولية تجاوزت 300 مليون دولار، نتيجة تدمير الشوارع، البنية التحتية، المحال التجارية، والإغلاق المتواصل للأسواق، خاصة في الأحياء الغربية التي تشهد شللاً كاملاً في الحركة الاقتصادية.
ومنذ بدء العدوان في 21 كانون الثاني/ يناير الماضي، استشهد 40 فلسطينيًا من المدينة والمخيم، إضافة إلى عشرات الجرحى والمعتقلين.