أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، الثلاثاء، عن قلق الأمم المتحدة من الهجمات المتزايدة التي تُنفذ من اليمن وتستهدف المدنيين في السعودية، ودعا إلى ضرورة إسكات البنادق في الأراضي اليمنية وانخراط أطراف النزاع في المفاوضات بدون شروط مسبقة.
وقال غريفيث، في إحاطة أمام مجلس الأمن، إن الهجمات خارج الحدود اليمنية ارتفعت في الأيام الأخيرة، مضيفاً: "إننا قلقون من تكثيف الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة واستهداف البنية التحتية المدنية في السعودية".
واتهمت السعودية جماعة الحوثي، بشن هجمات على أراضيها خلال الأسابيع الماضية، آخرها استهداف ميناء رأس تنورة بالمنطقة الشرقية في هجوم استخدمت فيه طائرة مسيرة.
وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، السبت إن "المملكة العربية السعودية التزمت من جانب واحد بوقف إطلاق النار في اليمن منذ سبتمبر الماضي، على الرغم من تعرّضها لـ30 هجوماً بالصواريخ والطائرات المسيّرة خلال هذا الشهر".
وبدأ التحالف الأحد الماضي، عملية عسكرية بضربات جوية ضد جماعة الحوثي في عدد من المحافظات اليمنية، منها العاصمة صنعاء. وقال التحالف في بيان إن "هذه العملية النوعية تتوافق مع القانون الدولي الإنساني"، مؤكداً أنه ستتم محاسبة قيادات الجماعة التي "تحاول استهداف المدنيين والأعيان المدنية".
مفاوضات عاجلة
ودعا المبعوث الأممي أطراف النزاع في اليمن إلى الانخراط بشكل مستعجل في المفاوضات دون شروط، قائلاً: "لا يمكن أن تكون هناك شروط مسبقة لاستئناف العملية السياسية في اليمن".
وشدد غريفيث على أن "وقف إطلاق النار في كل أنحاء اليمن وفتح مطار صنعاء وضمان تدفق الوقود والسلع ضرورة إنسانية ملحة"، مضيفاً أن هذه "الأولويات الثلاث لأجندة الأمم المتحدة المستعجلة المتعلقة بإطلاق العملية السياسية".
وحذر غريفيث من أن "اليمن يتجه بسرعة نحو مجاعة هائلة سببها الرئيس نقص الموارد"، وتوسع جبهات القتال لتشمل حجة، تعز والحديدة. وأضاف: "لذلك من المنطقي على الأطراف كلها إنهاء القتال وإسكات البنادق، حتى يُسمح للإمدادات والمساعدات الإنسانية بالوصول إلى اليمنيين".
وأشار المبعوث الأممي إلى أن استمرار منع دخول الوقود عبر ميناء الحديدة، الواقع تحت سيطرة الحوثيين منذ يناير، يزيد في أسعار السلع الأساسية، مضيفاً أن هذا "أمر غير مقبول من الجانب الإنساني".
وشدد غريفيث على ضرورة "رفع العراقيل التي تمنع توزيع الوقود على المدنيين"، ودعا الحكومة اليمنية للسماح للسفن بدخول ميناء الحديدة دون تأخير، واستخدام الأموال التي تستخلص من الضرائب المفروضة على السفن من أجل دفع رواتب العمال المدنيين.
حريق صنعاء
ودعا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، لإجراء "تحقيق مستقل" في حريق أودى بحياة عشرات المهاجرين، معظمهم من الإثيوبيين، الأسبوع الماضي في صنعاء.
وقال إن "الحريق الذي حدث في معتقل صنعاء، الذي كان يُحتجز فيه معتقلون إثيوبيون، أسفر عن مقتل العشرات، وأصيب 170 بجروح خطيرة"، مضيفاً أنه "ينبغي أن يكون هناك تحقيق مستقل في أسباب الحريق، حتى نعرف من هو المسؤول".
وتسيطر جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء ومناطق مجاورة لها في شمال اليمن، منذ اندلاع النزاع على السلطة عام 2014 مع الحكومة المعترف بها دولياً، ويخوض عناصر مسلحون تابعون للجماعة معارك يومية مع القوات الموالية للسلطة، في حرب أحدثت دماراً هائلاً.
واتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، الثلاثاء، جماعة الحوثي بالوقوف وراء الحريق، إذ قالت إنها أطلقت "مقذوفات" على مركز الاحتجاز، خلال تظاهرة للمطالبة بتحسين ظروف إقامتهم، ما تسبب في وفاة العشرات منهم.