حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، من تداعيات تحويل البحر الأسود إلى ساحة مواجهة عسكرية بين روسيا وأوكرانيا، على خلفية الضربات المتبادلة التي شهدتها المنطقة مؤخرًا، مؤكدًا أن تصعيد التوتر لن يصب في مصلحة أي طرف.
وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، نقلتها وكالة الأناضول، شدد أردوغان على ضرورة عدم النظر إلى البحر الأسود كساحة صراع، معتبرًا أن الحفاظ على استقراره يمثل أولوية إقليمية.
وأوضح أن مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ركزت بشكل أساسي على الحرب الجارية ومساعي إحلال السلام، لافتًا إلى أن موسكو على دراية تامة بموقف أنقرة، كما هو حال بقية الأطراف المعنية.
وأشار الرئيس التركي إلى أن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة يستلزم معالجة الأسباب الجذرية للأزمات، مؤكدًا أن تفاهم 10 مارس يشكل مسارًا مفصليًا لمستقبل المنطقة، وأن سوريا ستكون المستفيد الأبرز من هذا المسار.
وفي الشأن السوري، أكد أردوغان أن بلاده تسعى إلى ضمان رفاه جميع السوريين دون تمييز عرقي أو ديني، سواء كانوا تركمانًا أو عربًا أو أكرادًا، وسواء كانوا من السنة أو العلويين، معتبرًا أن اتفاق 10 مارس يجسد هذه الرؤية ويعززها عمليًا.
وعن تطورات الحرب في غزة، دعا أردوغان إلى معالجة الخلل الأمني الذي تسببت به إسرائيل، مطالبًا بالالتزام الكامل بوقف إطلاق النار وتنفيذ التعهدات، بما يسمح بإعادة الحياة إلى طبيعتها في القطاع، ومؤكدًا أن تركيا لن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية.
وفي سياق آخر، شدد الرئيس التركي على أن تبني أوروبا لرؤية استراتيجية في تعاملها مع تركيا، خاصة فيما يتعلق بعضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي، يصب في مصلحة الجانبين، مؤكدًا أن أي خطوات أوروبية إيجابية في هذا الاتجاه ستسهم في رسم ملامح المرحلة المقبلة.
