تراجع مؤشر الدولار الأمريكي اليوم ليسجل أدنى مستوى له في نحو اثني عشر يوما، ويتزامن استمرار الأداء الضعيف للدولار الأمريكي والذي ينعكس في تراجع مؤشر الدولار الأمريكي مع غياب الإشارات الخضراء في عائدات سندات الخزانة الأمريكية، بعبارة أخرى؛ فإن تراجع عائدات سندات الخزانة الأمريكية أو ثبوتها عند أقل من مستوياتها القياسية على الأقل يجعل من غير المربح الاستثمار بها وتفويت فرصة صعود بدائل أخرى مرشحة للاستفادة من انحسار قوة عائدات السندات الأمريكية، مثل الذهب كأحد أبرز البدال ذات المخاطرة المنخفضة والذي استطاع أن يصعد حتى استقر حاليا عند مستويات 1,734.22 دولار.
وقد سجل مؤشر الدولار الأمريكي تراجعا ليومه الثاني على التوالي ليستقر مؤشر الدولار الأمريكي عند مستويات 92.238 نقطة متراجعا بنسبة 0.07%، وقد وافق ذلك التراجع في مؤشر الدولار الأمريكي استمرار التراجع في عائدت سندات الخزانة الأمريكية بحيث تستقر حول مستويات 1.66%، وربما قد تسببت التوقعات بارتفاع مستويات التضخم بوتيرة قوية خلال العام الجاري، وسط التحفيزات المالية والقوية ونجاح مسيرة برنامج لقاح كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية، في قلق كثير من المستثمرين بأن تتجاوز مستويات التضخم مستويات العائد على سندات الخزانة الأمريكية بما يجعل العائد الحقيقي صفريا أو سالبا، وقد شهدنا تقرير صندوق النقد الدولي بالأمس الذي أكد تلك المخاوف بأن قام بتعديل توقعات النمو الأمريكية لتكون 6.4% مقابل توقعات بالنمو بنسبة 5.1% في بداية العام، ومن الجدير بالذكر أن خطط الدعم المالي تدعم مستويات الطلب العام وهو ما يشجع المستثمرين على ضخ مزيد من الاستثمارات الحقيقية من أجل الاستفادة من معدلات الطلب القوية، لذا فإننا نرى في البداية ارتفاع مطرد في معدلات التضخم، أي ارتفاع في مستويات الأسعار، ثم تتراجع تلك المتعدلات على نحو ما مع زيادة الإنتاج.
هذا وقد صرح عضو البنك الفيدرالي الأمريكي، روبرت كابلان، بأنه لم يحن الوقت بعد للبنك المركزي للتراجع عن دعمه للاقتصاد الأمريكي، لكن تقليل التحفيز عندما ينحسر الوباء ويتم إحراز المزيد من التقدم الاقتصادي سيساعد في الحفاظ على التعافي على المسار الصحيح. وذلك حسبما قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس لصحيفة وول ستريت جورنال.
وأضاف كابلان في مقابلة: "عندما نكون في منتصف أزمة، يجب أن نستخدم أدواتنا بقوة، لذلك أتفق مع ما نقوم به الآن فيما يتعلق بشراء الأصول وموقف السياسة بشكل عام". وأشار إلى أنه هناك سبب يدعو للتفاؤل بشأن المستقبل مؤكدا على نظرته بأنه لايزال الخطر قائم.