"كورونا" عدوٌ خفي ،، فلا تدخلوا في سُبات عميق !

"كورونا" عدوٌ خفي ،، فلا تدخلوا في سُبات عميق !

2021/01/28 الساعة 10:59 ص
"كورونا" عدوٌ خفي ،، فلا تدخلوا في سُبات عميق !

كتب/ محمد لبد

اجتاح عالمنا عدوٌ خفي لم نكن نتوقعه للحظة، حيث اعتادت الدول أن تضع الخطط استعدادا لمواجهة عدو واقعي  يدخل بعملية عسكرية، أو العمل ضمن خطط طوارئ حال حدوث كارثة معينة في منطقة ما، لكن على غير المتوقع جاء فايروس خفي لا يُرى بالعين المجردة  زعزع العالم أجمع وجعل الجميع أمام اختبار صعب.

" كوفيد-19 "  عدوٌ فيروسي يصيب الجهاز التنفسي للإنسان في مختلف الأعمار، حيث يعتبر الأشخاص الأكثر تأثرا به هم المصابين بأمراض مزمنة ، يصل إلى الرئتين يبدأ بعمله في ضرب كيان الجهاز التنفسي إلا أنه لا يستطع الاستمرار عند المناعة القوية.

تشكلت صورة مأساوية بعد ما شاهدناه في دول العالم التي تسمي نفسها "بالمتقدمة" حينما تصدرت دول العالم الأوروبي سلم أعلى وفيات في العالم في بداية العام المنصرم، وما زاد تشوه الصورة حينما شاهدنا إيطاليا تلقي أموالها في الشوارع وكأن لسان حالها يقول "لا فائدة من أموالنا التي لا تخدم صحتنا" الأمر الذي يقنعنا بعدم الاستهزاء بالفايروس وضرورة الحفاظ على صحتنا .

كنت ألاحظ أعلى اصابات في العالم تبدأ من الصين  ثم أمريكا وايطاليا والبرتغال وبلجيكا مرورا باليابان والمملكة المتحدة والبرازيل وغيرها، أصابتني لحظة احباط بأن تلك الدول بعظمتها لم تمتلك خطة للسيطرة  على انتشار الفايروس، ولم تمنعه من حصد آلاف بل ملايين الأرواح ولا تمتلك حتى اللحظة لقاح فعال 100% لمجابهة الوباء، حينها تأكدت بأن الإنسان ضعيفٌ جداً أمام تلك الظواهر الكونية التي قد تكون جدٌ من علم الغيب!

كثيرة هي أساليب الظلم في العالم، الاضطهاد  بدا يظهر بأشكالٍ جديدة، والعالم افترى بكل ما تحملها الكلمة من قساوة ، ربما هذا الوباء جاء ليعطي درساً للشعوب الظالمة، وربما كان عبارة عن خطة معدّة مسبقاً من حكومات طمّاعة لكن ترتيبهم لم يعُد تحت السيطرة، لا نعلم! الذي نعرفه أن ملايين الأرواح صعدت الى بارئها وأن الأحياء دخلوا في محنة اقتصادية لا ملامح لنهايتها؟ فيجب أن نحذر .

حرب الأعصاب

جاء فايروس كورونا الى قطاع غزة في الرابع والعشرين من شهر أغسطس لعام 2020، بدأ الجميع يشعر بالقلق، بدأت النشرات التوعوية تنتشر في كل مكان، الاذاعات المحلية تبث التعليمات عبر كل أثير، الإغلاق ساد البلاد بقرار من الحكومة، الإشاعات تنتشر هنا وهناك، كادت لو أن تكون حتف أحدهم أهون عليه من ابلاغه بإصابته او احد أفراد عائلته المقربة منه ب "كورونا" ، وتسمع من بعيد صوتاً يقول" والله الحرب أهون " !

حالةٌ من التوتر الشديد  بدت لنا وكأنها النهاية، حينما تأتي سيارة الطب والوقائي أو سيارة الإسعاف الى حارتنا، تسود كمية الرعب في المكان وكأنها سيارة جيش الاحتلال الإسرائيلي تريد اعتقال أحدهم.

كانت الخارطة الوبائية سمة أساسية في وسائل الاعلام إلى يومنا هذا، توضح أعداد الوفيات والإصابات والمتعافين والمصابين الذي يرقدون بالعناية المكثفة، تمدنا بكامل التفاصيل يومياً، مررنا بكافة مراحل الوباء واليوم نصل إلى مرحلة الاستجابة والتعايش معه، حيث ظهر جليّاً في التقارير التي تصدرها وزارة الصحة في غزة انخفاض كبير في اعداد الوفيات والاصابات وزيادة ملحوظة في المتعافين من الفايروس.

كان هذا بجهود جيشنا الأبيض الذي كافح ووقف سداً منيعاً في مواجهة الجائحة رغم قلة الإمكانيات المتاحة في وزارة الصحة بغزة، حيث الحصار الذي امتد لما يقارب 14 عاماً ولا يزال موجود، وبساطة وتواضع الامكانيات المستخدمة، وصعوبة الحصول على أي دعم بسبب عمومية الجائحة على دول العالم أجمع.

الحذر كل الحذر من "كوفيد-19"

أيا شعبنا الفلسطيني، عليكم أن لا تنسوا ما خلفه هذا الوباء من بلاءٍ كبير، حيث وصلت آخر إحصائية عالمية إلى أكثر من 2 مليون و167 ألف وفاة و100 مليون و840 الف إصابة حتى كتابة هذا المقال، لذا الأمر مرهون بالتزامكم وانضباطكم وحرصكم على ممارسة أساليب الوقاية والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة وعدم المصافحة من أجل خلق بيئة آمنة  خالية من أي فايروس، حيث أننا في قطاع غزة لم نمتلك المعدات الكافية لاستيعاب أكثر من الموجود حاليا في المستشفيات.

 فيجب علينا جميعاً تحمل المسؤولية وعدم الاستهتار والاستهزاء بالفايروس واعتباره كأي الفايروسات العادية إنما هو فايروس يتكيّف مع الظروف الجديدة وينمو ويتطور وهنا تكمن خطورته .

لذا، يجب أن  نزداد حرصاً واهتماماً أكثر من أي وقت مضى، ولا يجب أن نتهاون رغم  تلك الإحصائيات المطمئنة ، بل يجب نأخذ كامل الإجراءات الاحترازية في كافة تعاملاتنا اليومية، من أجل الحفاظ على سلامتنا وسلامة أحبابنا ومنع أي زيادة في ذلك الوباء، لأن الجائحة ما زالت موجودة وتبعاتها السيئة قائمة والعلاج باقٍ تحت مجهر التجارب.