حماس وايران.. هل دبلوماسية في التعامل أم مخطط مستمر!

حماس وايران.. هل دبلوماسية في التعامل أم مخطط مستمر!

2021/07/24 الساعة 11:30 ص
5588555888

خاص / اليوم الإخباري

زار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية الشهر الماضي الجمهورية اللبنانية ضمن جولة خارجية شملت عددا من الدول العربية، وذلك للبحث في التطورات السياسية بعد "انتصار فصائل المقاومة" خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة وتداعياته الميدانية والسياسية.

والتقى هنية خلال زيارته برئاسة الجمهورية اللبنانية ورئاسة البرلمان ورئاسة الحكومة بالإضافة لقادة الفصائل الفلسطينية وقوى المقاومة والأحزاب والفعاليات اللبنانية وأبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات، حيث ​​​​​​​يعيش في لبنان 174 ألفا و422 لاجئا فلسطينيا، في 12 مخيما و156 تجمعا، حسب أحدث إحصاء لإدارة الإحصاء المركزي اللبنانية لعام 2017.

تباينت الآراء واختلفت حول زيارة اسماعيل هنية الى لبنان ولقاء أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله،  حيث تم البحث في اللقاء عمق العلاقة القائمة بين حزب الله وحماس.

حركة حماس من مصلحتها أن تستعين وتفتح علاقات مع جميع الدول والقوى والحركات والأحزاب، حيث تحتاج للدول التي تقدم لها الدعم المادي والسياسي في ظل تخاذل كثير من الدول العربية وقطع الدعم عنها ومحاولات التطبيع التي تتسع بؤرتها مع الاحتلال الاسرائيلي.

هناك من يقول أن حركة حماس تحاول التقرب أكثر من ايران وذلك للحصول على الدعم المادي والسياسي شريطة أن يكون لديها استعداد لتقديم مساعدات "دون شروط" في الشأن السياسي والوطني ودون تأثير سلبي على المصلحة الوطنية الفلسطينية حيث فقط من أجل موجهة الاحتلال والمشروع الاستيطاني في المنطقة ودحر الاحتلال من فلسطين.

كما أن التقارب الإيراني والتعاونات بين حماس وطهران لم تخرج عن ملف المقاومة ضد الصهاينة، ولم يحدث يوماً أن أخذت حماس خطوة واحدة للصالح الإيراني، لا في السياسات العربية ولا غيرها، ولم تدخل في خندق إيران في حروبها مع السعودية والإمارات مثلاً بل رفضت حماس تأييد بشار وأفعاله الإجرامية تجاه شعبه، وأعلنت رفضها واستنكارها لتحركات النظام السوري أمام الثوار، برغم أن المقر الرئيسي لحماس حين اندلاع الثورة السورية كان في دمشق، وكذلك مكتب رئيس المكتب السياسي لحماس حينها خالد مشعل كان في سوريا.

في المقابل يقول آخرون لا يمكن لأي جهة أو دولة أو حزب تقديم الدعم دون مقابل بل يجب أن يكون هناك أجندات تسير عليها من أجل تحقيقها من خلال الجهة المستفيدة، كما أن ايران الشيعية وحلفاؤها تختلف مع السعودية وحلفاؤها بسبب اعتداء ايران على كثير من الدول العربية مثل سوريا واليمن وغيرهما في محاولة لتدميرها والسيطرة عليها وتحقيق التوسع في المنطقة من خلال ميلشياتها وقواها.

وكشف خبراء أسباب وتداعيات اتصالات أجراها مسؤولون إيرانيون مع قادة حماس خلال الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة في غزة من أجل التنسيق والاستفادة من العدوان في تحقيق مكاسب يمكن أن تستفيد بها طهران في صراعها مع إسرائيل من ناحية والغرب من ناحية أخرى للحصول على أوراق ضغط يمكن أن تلعب بها في مفاوضات فيينا الخاصة ببرنامجها النووي وللانتقام من إسرائيل.

الواضح في الأمر من دعم إيران لحماس؛ أن الحركة لم تَرتهن في قراراتها لإيران أو غيرها، وهذا ما أكدّه أحد قادة حماس في مقابلة له مع قناة الميادين، بأن الحركة لن تذهب في صراعات خارج فلسطين، ولن تكون في لعبة المحاور، أما إيران اكتفت باستمرار الثّناء عليها من قبل قادة الحركة في دعمها البارزة للمقاومة والقضية الفلسطينية، وهذا يُحقق أهدافها البعيدة.

من المتعارف عليه أن الاحتلال الاسرائيلي هو عدو المنطقة اللدود والذي يجتمع في مواجهته فصائل المقاومة في فلسطين مع ايران على المستوى الاقليمي بهدف التخلص من دول الاحتلال ربما هو الرابط المشترك الذي تستخدمه ايران كذريعة للتقرب من حركة حماس وتقديم الدعم لها على هذا الأساس وأيضا من أجل كسحب شعبية حماس الداخلية والخارجية.

حماس تدير علاقاتها بما يتناسب مع رؤيتها وبما يحقق الدعم الذي يمكنها من ادارة قطاع غزة ومواجهة الاحتلال معا، تمتلك الدبلوماسية المميزة في توطيد علاقاتها مع الجميع في الاطار الذي يتناغم مع مبادئها وسياستها دون التدخل في أمور الدول الأخرى لكن قدم تخسر الكثير من الحشد الشعبي والالتفاف حولها في حال ظهرت في موقف واحد ينفّذ أي مشروع خارجي مخالف لسياستها وعقديتها وشعبها.