خاص/ اليوم الإخباري
حان وقت الرجوع الى مقاعد الدراسة بعدما فصلت جائحة كورونا بين الطلاب ومقاعدهم الدراسية لفترة طويلة ألزمتهم البقاء في منازلهم من أجل الحفاظ على سلامتهم من خطر الاصابة بفايروس كوفيد 19 الذي اجتاح العالم بأسره وأوقف بحد سيفه كافة القطاعات .
من أساسيات التعليم في المدرسة كما عهدناها منذ صغرنا أن نكون نحن كطلاب داخل المدرسة داخل الفصول الدراسية التي تمثّل منصة التعليم، ومقاعدنا هي القاعدة الأولى لجمع المعلومات، والكتب بمثابة الوجبة الدسمة التي نأخذها كل صباح.
لا يمكن للطالب الذي اعتاد هذا المنهاج والنظام طيلة سنوات معرفته بالمدرسة أن يستغني عنها مهما كانت الظروف، ولا يمكن لأي طريقة تعليمية مستحدثة أن تؤدي نفس الغرض الذي يحتاجه الطالب في عملية اكتسابه للمعلومات واختباره بها ولا يمكن أن تكون البديل التام عن التعليم الوجاهي الذي يتمثل في الطالب والأستاذ داخل جدان فصل واحد.
من الجميل أن تكون تلك الطرق الحديثة هي أساليب جديدة يتم ادخالها في العملية التعليمية من أجل كسر الروتين المعهود وادخال الطالب والمعلم في جو جديد من أجل تطوير طريقة التفكير والاعتماد عل الذات، لكن الاعتماد عليه قد يسبب نتائج عكسية.
أول أمس كشفت وزارة التربية والتعليم في غزة عن توجهها لعودة التعليم الوجاهي بشكل كامل في كافة مدارس القطاع، وفق محددات وضوابط معينة على أن يبدأ العام الدراسي الجديد في الرابع عشر من شهر آب الحالي للعام 2021-2022 للهيئة التدريسية والسادس عشر من ذات الشهر للطلاب.
وأوضحت الوزارة بغزة أن هناك لقاءات ومشاورات ستجري خلال الفترة القادمة للوصول الى رؤيا وتوجه محدد يتعلق بطبيعة التعليم في العام الدراسي الجديد، لعرضه على لجنة المتابعة الحكومية خلال اجتماعها الأربعاء المقبل، لإصدار القرار النهائي بشأنه، وهو على الأرجح سيكون تعليماً وجاهياً، وفق ضوابط سيتم التوافق عليها مع وزارة الصحة وديوان الموظفين العام.
وتعتبر هذه العودة مبكرة لأسباب مرتبطة بتعويض الطلبة عن الفجوات التي حصلت العام الماضي نتيجة نظام التعليم المدمج الذي استخدمته الوزارة لمواجهة تداعيات الوباء، حيث سيتم تقسيم الفصل الدراسي لأربعة فصول بينها استراحات قصيرة ضمن استراتيجية كاملة تتلائم مع طبيعة التعليم وجائحة كورونا، مع التأكيد على الزام المعلمين والموظفين بالحصول على اللقاح.
الحكومة بغزة تعمل في كل لحظة على التوعية المستدامة لكافة القطاعات من أجل حصول الجميع على لقاح يحد من انتشار الوباء، كما أن النتائج اليومية في انخفاض والأمور في غزة تحت السيطرة بسبب الجهود المبذولة من الجميع للحد من انتشار فايروس كورونا من جديد رغم الخطر الموجود بسبب تحوّر طفرات جديدة منه والتي من الممكن أن تزيد احتمالية دخولها بسبب حركة المسافرين في الوقت التي تجتهد فيه الحكومة بغزة من متابعة المسافرين والعائدين بشكل دوري.
لم يكن تأثير حائجة كورونا على قطاع التعليم فحسب بل طال جميع القطاعات وجميع دول العالم أجمع لكن في ظل وجود خطط طوارئ عمل عليها الجميع كان لقطاع التعليم الحصة الكبيرة في ذلك، حيث تم استخدام برامج الاجتماعات والاتصال والتواصل بين الطلاب ومعلميهم محاولة منهم اسعاف ما تبقى من الوقت على انتهاء الفصل الدراسي ومتابعة الحصص التعليمية التي تؤهلهم لاجتياز الاختبارات والحصول على معدلات تليق بهم.
مرحلة جديدة وتجربة فريدة خاضها الطلاب والمعلمون في طريقة الشرح والحصول على المعلومات عن بعد، لكن الجميع أجمع على أن التعليم الوجاهي حجر الأساس الذي لا يمكن الاستغناء عنه وهو الطريقة الأنجح في تخريج أجيال قادرة على الابداع والتميز والتقدم في مرحلها التعليمية، لكن يبقى التعليم عن بعد هو أسلوب حديث كان للجميع الشرف في استخدامه وغطى فجوة كادت في أن تكون لها ما بعدها بإلغاء فصول دراسية ان لم يكن هذا الأسلوب.