يعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الثلاثاء اجتماعاً عبر الفيديو لمناقشة الوضع في أفغانستان، حيث تسرّع الدول الغربية عمليات الإجلاء، وفق ما أعلن وزير خارجية التكتل جوزيب بوريل؛ وفيما وصفت لندن استعادة "طالبان" للحكم بأنه فشل دولي، اعتبرت الجارة إسلام آباد بأنّ أفغانستان كسرت سلاسل العبودية.
ويأتي الاجتماع الأوروبي في وقت تحاول دول أعضاء في الاتحاد الاثنين أن تخرج على وجه السرعة دبلوماسييها ورعاياها وموظفين محليين من كابول حيث سيطرت حركة "طالبان" الأحد على السلطة بعد هجوم خاطف لم تصمد أمامه القوات المسلحة الأفغانية.
وكتب بوريل في تغريدة "إثر التطوّرات الأخيرة في أفغانستان، وبعد مشاورات كثيفة مع شركائنا في الأيام والساعات الأخيرة، قررتُ أن أعقد بعد ظهر غد اجتماعًا استثنائيًا عبر الفيديو، لإجراء تقييم أولي" للوضع. وأضاف "أفغانستان حالياً عند مفترق طرق. سلامة ورفاه مواطنيها، وكذلك الأمن الدولي، على المحك".
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مجلس الأمن لاستخدام جميع الأدوات المتاحة "للقضاء على التهديد الإرهابي العالمي في أفغانستان وضمان احترام حقوق الإنسان" لافتاً إلى إن "وجود الأمم المتحدة في أفغانستان سيتكيف مع الوضع الأمني لكنه سيستمر ويقدم الدعم".
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، اليوم الإثنين في تصريحات صحافية، إن الولايات المتحدة لا تزال منخرطة في محادثات دبلوماسية مع قادة حركة "طالبان" في الدوحة، لافتاً إلى أن بلاده لديها خطة لتأمين مطار كابول. وأوضح سوليفان أن الولايات المتحدة تراقب التهديد الإرهابي في أفغانستان عن كثب.
ووصف وزير الدفاع البريطاني بين والايس الاثنين عودة حركة "طالبان" إلى الحكم في أفغانستان بأنها "فشل للمجتمع الدولي"، معتبراً أنه "ليس الوقت" المناسب للاعتراف رسميا بـ"طالبان" كحكومة.
واعتبر الوزير الذي سبق أن انتقد علناً الأسبوع الماضي القرار الأميركي بالانسحاب من أفغانستان، عبر شبكة "بي بي سي" أن ما حصل "فشل للمجتمع الدولي الذي لم يفهم أن الأمور لا تُحلّ في ليلة وضحاها"/ لكنّه أكد أن الالتزام البريطاني في أفغانستان الذي كلّف 457 جندياً بريطانياً حياتهم خلال 20 عاماً من التدخل، "لم يذهب سدى".
واعتبر والايس، أنه "الآن ليس الوقت" المناسب للاعتراف بطالبان كحكومة أفغانية رسمية. وأشار إلى أن "هناك الكثير من الأمور التي يجب القيام بها قبل اتخاذ هذه القرارات" معتبراً أن أفعال متمردي طالبان "لا تتوافق مع وعودهم".
وذكرت دولة قطر اليوم الاثنين إنها تبذل قصارى جهدها لإجلاء الدبلوماسيين والموظفين الأجانب العاملين لدى منظمات دولية الراغبين في مغادرة أفغانستان.
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الأردنية، إن الدوحة تسعى أيضا إلى انتقال سلمي في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية.
وقال وزير الخارجية القطري إن هناك قلقا دولياً من تسارع وتيرة التطورات، وإن قطر تبذل قصارى جهدها لتحقيق انتقال سلمي لا سيما بعد الفراغ الذي حدث. وأضاف أن قطر، التي لها علاقات جيدة مع طالبان، تعمل أيضا لضمان الوقف التام لإطلاق النار في أنحاء البلاد وأن يسود الاستقرار.
وفي ذات السياق، اعتبر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، أن أفغانستان كسرت سلاسل العبودية في معرض تعليقه على التطورات في هذا البلد.
وقال عمران خان، في كلمة له خلال حفل تعريف بالمناهج الدراسية الجديدة بالعاصمة إسلام أباد، الإثنين، إن العقول المستعبدة لا يمكنها تحقيق أشياء عظيمة، مؤكداً على أهمية التخلص من قيود العبودية. وأشار إلى أن أفغانستان كسرت سلاسل العبودية.
وفي السياق، ذكر المكتب الإعلامي لحكومة البحرين على "تويتر" اليوم الاثنين أن المملكة ستجري مشاورات مع دول الخليج العربية الأخرى بشأن الوضع في أفغانستان، وذلك بصفتها رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي.
وقال على تويتر "مجلس الوزراء يكلف وزير الخارجية في إطار رئاسة البحرين للدورة الحالية لمجلس التعاون للتنسيق والتشاور مع دول المجلس إزاء تطورات الأوضاع في أفغانستان".
من جهتها، قالت المملكة العربية السعودية، اليوم الإثنين إنها تتابع التطورات في أفغانستان وتأمل في استقرار الوضع.