إيران وسياسة الدعم مقابل الاستقطاب،، هل تنجح ؟

إيران وسياسة الدعم مقابل الاستقطاب،، هل تنجح ؟

2021/09/22 الساعة 01:50 م
57408280

خاص/ اليوم الإخباري
يعاني لبنان حالياً نقصاً حاداً في الوقود بسبب أزمة اقتصادية كبيرة أدت الى تدهورت الأوضاع المعيشية وبسبب عدم توافر النقد الأجنبي الكافي لاستيراده، مما تسبب في انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، ونقص حاد في محطات وقود السيارات والمخابز وغيرها.

وفي وقت سابق، جدد أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله تعهده باستيراد الوقود الإيراني في حال استمرار العجز في أنحاء البلاد، قائلا إن جميع الخطوات لهذه الاحتمالية اللوجستية اكتملت مؤكداً على أن لبنان سيضطر لاستيراد النفط من إيران بغض النظر عما سيترتب على ذلك.

وتعهّد حزب الله أن يقدم الدعم للبنان بعد مصادقة الرئيس اللبناني ميشال عون على ذلك معتبراً أن لبنان بحاجة ماسة لانقاذها من الأزمات الموجودة، حيث أن حزب الله أرسل سفينة أبحرت باتجاه لبنان لتقديم الدعم النفطي لها في محاولة لاعتبار ذلك الدعم من منطلق العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الإيراني واللبناني.

تباينت الآراء حول ذلك على اعتبار أن الدعم يأتي ليس لصالح الشعب اللبناني بل من أجل فرض سيطرتها ونفوذها في البلاد وخلق صراعات تنافسية بين عدة دول لتوسيع نفوذها في لبنان، في حين أن آخرين اعتبروا أن المساعدات تأتي لتخليص لبنان من وحل المشاكل التي تقع فيها والتي توصف بأسوأ أزمة اقتصادية ومالية ومعيشية تمر بها البلاد.

سعد الحريري رئيس حزب تيار المستقل اعتبر أن سفن الدعم الإيرانية ستحمل معها إلى اللبنانيين مخاطر وعقوبات، كما اتهم طهران بأنها تعطل تأليف الحكومة بهذه الخطوة، حيث أن من المتعارف على أي جهة تقدم دعم لأخرى لا يكون بالمجان في الوقت الذي تزداد فيه أطماع حزب الله في السيطرة على البلاد وتجعل لها أولياء في كل مكان.

لابد من الاقتناع بأي أي سياسة نود تطبيقها على جهة معينة أنها تبدأ بتقديم "الدعم المادي" ومحاولة ابداء الوجه الحسن في تخليص الجهة المدعومة من الأزمات، تلك المساعدات تبدو وأنها انسانية وسرعان ما تتمحور الى سياسية من أجل فرض سياسة المانح على الجهة المدعومة التي تكون هي الطرف الأضعف في جميع الأحوال.

ليس بالغريب أن تتأثر العلاقات بين لبنان والسعودية على خلفية الدعم الايراني المقدم للبنان، حيث قال ميشال عون إن العلاقات اللبنانية السعودية تتعافى، وأن الدعم الإيراني لحزب الله لن يكون عائقا أمام علاقات عادية بين لبنان والدول العربية، مشيرا إلى أن ذلك الدعم يمكن أن يستمر .

وليس من الطبيعي أن تستمر العلاقة بين السعودية ولبنان في ظل استمرار الدعم الايراني، ولا يمكن للولايات المتحدة أيضاً أن تترك الدعم يسير دون ابداء رأيها الذي تمثل في ابلاغ السفيرة الأمريكية دورثي شيا، الرئيس عون، قرار واشنطن بمساعدة لبنان للحصول على الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا، وتسهيل نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا.

هنا يدخل الاحتلال الاسرائيلي في تنافس مع ايران على تقديم الوقود للبنان ما يحولها الى ساحة تنافس بين أطراف تحاول بسط سيطرتها على المنطقة، حيث أن الغاز المصري الذي سيصل إلى لبنان مرتبط بشكل مباشر بالغاز الإسرائيلي الأمر الذي تحول لبنان إلى ساحة تنافس بين واشنطن وطهران بانتظار الوصول الى توافقات إقليمية ودولية.

ومنذ أواخر عام 2018، تفرض الولايات المتحدة عقوبات نفطية على إيران بذريعة دعم الكيانات الإرهابية والبرنامج النووي.

قد تدخل قصية الدعم الايراني اطار التهويل وتضخيم الأمور السياسية في وقت أن اللبنانيين يبحثون عن أبسط مقومات الحياة وذلك لأن القوى السياسية في لبنان هي في الأساس جزء من المحاور في المنطقة، جزء منها مع المحور السعودي الأمريكي، وآخر مع محور إيران وبالتالي الانقسام حول القضايا ليس بأمر جديد وهذا ما نخشاه لكن ايران لا يمكن أن تقدم الدعم بالمجان دون مقابل في الوقت الذي يبرز دعمها لمنظمات اسلامية عربية ومحاولة تنفيذ مخططها المدروس.