قالت حركة حماس إن ما حققته المقاومة من انتصارات على الاحتلال الإسرائيلي، آخرها في معركة "سيف القدس"، يتطلب منّا جميعًا الإسراع في اعتماد استراتيجية عمل وطني، ترتكز على خيار الوحدة والمقاومة بأدواتها وأشكالها كافة، وفي مقدمتها المقاومة المسلحة.
وأكدت الحركة، في بيان لها بالذكرى الـ21 لانتفاضة الأقصى، ضرورة "التحلل نهائيًا من اتفاقيات أوسلو المشؤومة، وإنهاء التنسيق الأمني، وإطلاق يد المقاومة في الضفة المحتلة كي تدافع عن شعبنا، ووقف كل الرهانات على مشاريع التسوية والإدارات الأمريكية المتعاقبة، باعتبارها رهانات خاسرة، ضيعت القضية الفلسطينية، ومزقت شعبنا الفلسطيني، وأطالت عمر الاحتلال، وأفسحت له المجال في الهيمنة والتمدد".
وأضافت أن "الرهان الأقوى يجب أن يكون على وحدة شعبنا وصموده ومقاومته، وتفجير ساحات الصراع مع العدو في كل مدن فلسطين المحتلة وبلداتها، وعلى خطوط التماس، وعلى بوابات الأقصى وأماكن المستوطنات".
وأشارت إلى أن "العدو الإسرائيلي ما زال يحاول اللعب بالنار، ويرتكب الانتهاكات بحق شعبنا وأهلنا في القدس والمقدسات والمسجد الأقصى، مستغلًا حالة تمسك البعض بالرهانات والخيارات الفاشلة، والبناء على أوهام ما يسمى بعملية السلام ومشاريع التسوية العقيمة والوساطة الأمريكية والدولية، وفي ظل محاولات التطبيع ودمج الكيان في المنطقة".
ولفتت إلى أن "انتفاضة الأقصى خرجت من روح وإرادة شعوب أمتنا العربية والإسلامية جمعاء المرتبطة بفلسطين والقدس والمسجد الأقصى بعقيدتها وقلوبها".
واعتبرت أن الانتفاضة جاءت لتؤكد وحدة ساحات الأمة وتكاملها في الوقوف صفًا واحدًا في وجه المؤامرات والمخططات الإسرائيلية دفاعًا عن فلسطين، وحماية لمصالحها وثرواتها ومقدراتها.
وأوضحت أن هذا يتطلب البقاء على العهد مع فلسطين والقدس والأقصى، وتوفير كل مقومات صمود شعبنا وثباته في مواجهة الظلم والعدوان.
وتوجهت بـ"التحية لأرواح شهداء شعبنا وجرحاه وأسراه الذين صنعوا بتضحياتهم وبدمائهم مجدًا للقدس ولفلسطين ولشعبها في معارك البطولة التي امتدت من شرق فلسطين إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، لقنت المقاومة فيها العدو دروسًا في فن القتال، وإدارة المعارك، وصنع المعجزات وفرض المعادلات".
وأضافت أن "هذه المعارك أربكت حسابات الاحتلال سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا، وجسّد خلالها أبطال شعبنا من مختلف فصائل المقاومة نموذجًا في الوحدة وإدارة الميدان، وتحقيق الردع والانتصار".
ودعت حماس، أبناء شعبنا الفلسطيني للنفير العام لحماية المسجد الأقصى والمقدسات من المستوطنين الذين يحاولون تدنيسها.
وحذرت الاحتلال من الاستمرار في سياسة محاولة تدنيس الأقصى، وانتهاك حرمة المقدسات "التي سيكون مآلها انفجارًا جديدًا ومدويًا في وجهه".
وأكدت أن "شعبنا الذي خاض هذه المعركة بكل ثبات وبطولة، لقادر على خوض كل المعارك مع العدو الإسرائيلي وحسمها مهما كان الثمن، ومهما بلغت التضحيات، وما معركة البوابات وسيف القدس إلا نموذج مما سيقدمه شعبنا فداء للقدس والمقدسات".
ويوافق يوم الثلاثاء الذكرى الـ21 لانتفاضة الأقصى التي اندلعت شرارتها في مثل هذا اليوم في الثامن والعشرين من سبتمبر/أيلول عام 2000 عقب اقتحام رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون المسجد الأقصى برفقة قوات كبيرة من جيش الاحتلال.