حرب الخفافيش

حرب الخفافيش

2021/02/07 الساعة 04:33 م
كورونا

كتب/ محمد لبد

في خضم الصراعات بين الدول الكبيرة لإنتاج لقاحات جديدة لمواجهة فايروس كوفيد19 والسباق في الحصول على التراخيص من منظمة الصحة العالمية لتلك اللقاحات، يخرج تقرير من صحيفة الغارديان يؤكد على انتشار فايروس جديد يسمى "نيباه" مشيرة إلى أن الصين هي المصّدر له .

فايروس "نيباه" هو فايروس حيواني المنشأ، ينتقل من الحيوانات إلى البشر، ويمكن أيضاً أن ينتقل عن طريق الطعام الملوث أو مباشرة بين الناس، ويقدر معدل وفيات الإصابة به بحوالي 40% إلى 75%، وفق منظمة الصحة العالمية.

لكن نفت سفارة الصين في العاصمة المصرية القاهرة أن يكون فيروس نيباه فيروسا "صينيا" مثلما تروّج له عن قصد أو من دونه بعض وسائل الإعلام، مؤكدة على عدم وجود أي دليل علمي يسند هذه الادعاءات.

ويُشار إلى أن صحيفة الغارديان نشرت يوم 26 يناير/كانون الثاني الماضي تقريرا للكاتبة جوليا كوليوي، تحدثت فيه عن عدم استعداد شركات الأدوية للوباء القادم، وذكرت فيه فايروس نيباه وفيروسات أخرى، وذكرت الصين بناء على تصريح لمديرة لمؤسسة أكسيس تو ميديسين ، الأمر الذي أطلق موجة من التفاعلات حول الفيروس من القراء عربياً وعالماً.

ويستطيع فايروس "نيباه" أن يحدث مشكلات تنفسية شديدة لدى المصاب، إضافة إلى التهاب وانتفاخ في الدماغ، بينما تتراوح نسبة الوفيات الناجمة عن المرض بين 40 و75 في المئة، إضافة إلى ألم في العضلات إلى جانب الشعور بالدوار، وربما يدخل المريض في غيبوبة خلال مدة بين 24 و48 ساعة.

ويعد "نيباه" واحدا من بين 10 أمراض معدية أدرجتها منظمة الصحة العالمية ضمن قائمة الأمراض الـ16 التي تشكل أكبر تهديد للصحة البشرية.

في الوقت الحالي العالم مرهق بشكل كبير في مواجهة كوفيد19 ولم يتخلص من تبعاته الى الان حتى يخرج علينا فايروس أصوله الخفافيش التي تنضم حرباً على العالم، وبحسب الدراسات فإن آليات التغيير البيئي في جنوب الصين والمناطق المحيطة أدى الى زيادة حادة في تنوع أنواع الخفافيش، والتي وصفت بأنها سبب تفشي هذا الفيروس.

هل بالفعل هكذا تُدار الأمور أم ان الحرب الباردة اشتد وطيسها بين الدول الكبرى من اجل فرض الهيمنة على العالم بطريقة جديدة وأسلوبٌ مغاير، فان كانت التغيرات المناخية هي المسبب لتلك الفايروسات فان على الدول الاسراع في ايجاد اللقاحات الخاصة لإنقاذ العالم من أي تدهور خطير، أما إن كانت الأطماع الدولية وسياسات السيطرة هي المتسبب فإن الأمر مقلقٌ إلى حد اللاوصف .

علينا أن نعي تماماً أن الحرب العالمية الثالثة لن تكون حرب دموية أو حرب باستخدام الاسلحة المدمرة والطائرات المتفجرة، انما هي حربٌ اقتصادية بامتياز، حرب استنزاف بأسلوب فظيع، حربٌ يُعلن عن المنتصر فيها "البقاء للأكثر تطوراً وتحكماً في العالم" وليس للأقوى.

لذا اليوم نعيش في عصر التكنولوجيا التي بات هو العصر الذهبي وظهر جلياً خلال جائحة كورونا حيث أصبحنا نتمم كل ما نحتاجه ونعمل في بيوتنا باستخدام تلك الأساليب الحديثة والتي من الممكن أن تكون تلك الجائحة هي بمثابة نقل العالم من الاستخدام البدائي للتكنولوجيا الى الاعتماد الكلي على الحاسب الالي وتشكيل نقلة نوعية في عالمنا المعاصر .