خاص/ اليوم الإخباري
في مشهد يدمي القلوب خرج آلاف العمال الفلسطينيين الذي يعيشون في قطاع غزة لتقديم طلب للحصول على تصريح عمل يمكنهم من العمل داخل الخط الأخضر في أراضي الكيان الاسرائيلي والضفة الغربية من أجل ايجاد فرصة عمل لهم بعد انعدامها في غزة أو لتحسين أوضاعهم المعيشية المتردية.
حيث تجمّع آلاف المواطنين أمام الغرف التجارية التابعة لكل محافظة على حدا يحملون أوراق الأمل التي تخرجهم من ضنك العيش ومأساوية الانقسام الذي أعدم مظاهر الحياة التي يحق لهم أن يعيشوها في بلادهم، حيث احتشدوا متكدسين لم يخيفهم انتشار وباء كورونا ولم تثنيهم زحمة المكان وضيقه عن التراجع، الأمر الذي جعلهم يصرّون على تقديم الطلب بأي شكل من الأشكال للخروج من هذا القطاع الظالم.
وجاءت تلك الخطوة عقب اعلان وزارة الشؤون المدنية في قطاع غزة عن بدء استقبالها لطلبات العمال بغرض الحصول على تصريح عمل داخل الخط الأخضر والضفة الغربية بعد موافقة الاحتلال الإسرائيلي على منح عدد 2600 تصريح عمل جديد موزعة على محافظات قطاع غزة.
وأكد نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة غزة رشاد حماد، أن الغرفة استقبلت نحو 10 آلاف و447 طلبا من محافظة غزة فقط، ويأتي هذا العدد الكبير من الطلبات في ظل ارتفاع نسبة البطالة في قطاع غزة والتي تجاوزت أكثر من 65 % وارتفاع نسبة الفقر الأمر الذي دفع آلاف المواطنين لأبواب الغرفة التجارية في محافظة غزة.
انتشرت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحمل في تعابيرها حكاية 16 عاماً راح ضحيتها أجيال شابة قادرة على البناء والتطور من جهة، وظلم الفصائل الفلسطينية وتكالبها على تلبية مصلحة التنظيم عن مصلحة المواطن من جهة أخرى، صورة كانت أشبه بالسكين الذي يطعن في خاصرة القضية الفلسطينية ورسالة الى قيادات الشعب الذين تاجروا بدماء أبنائهم ولم يلقوا بالاً للأحوال الذي يعيشها المواطن في بلاده.
في المقابل كانت الصور المنشرة بمثابة المياه الباردة التي تثلج صدور الاحتلال الاسرائيلي أمام العالم ليوصلوا رسالة واضحة بأن حكومة حركة حماس ومنذ استلامها سدة الحكم في غزة جعلت القطاع مكان غير صالح للعيش وأن الفرص لم تعد موجودة أصلاً.
لا شك بأن الفترة الذهبية للعمال الفلسطينيين عاشوها خلال عملهم في الداخل الاسرائيلي، حيث كانت الفرص متاحة لهم بشكل كبير وكانت أجور العامل هناك مساوية لما يقدمه من جهد والتي تجعله قادر على تلبية متطلبات الحياة والاحتياجات، على العكس تماماً اليوم حيث لم يعد العامل الفلسطيني قادر على توفير قوت يومه هذا ان وحد فرصة للعمل في ظل ارتفاع نسبة البطالة لأكثر من 65% .
كانت من ضمن الشروط للمتقدمين أن يبلغ العمر من 26 حتى 56 عاماً لو لاحظنا في عموم المتقدمين تجدهم من فئة الشباب الصغار الذي لم يجدوا لهم طريق للعيش في غزة ولم تنظر لهم الحكومة بعين الرأفة ، الشباب الذين بأيديهم تنهض الأمم وترتقي لكن اليوم لم يعد هناك أمل في هذه البلاد بسبب الحصار وظلم الفصائل على حد سواء.
ويعاني أكثر من مليوني نسمة في قطاع غزة من أوضاع اقتصادية متردية الذي ينعكس على الأوضاح المعيشية الصعبة، جرّاء الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 2006، ما تسبب بارتفاع نسب الفقر والبطالة.
ختاماً، الوضع في غزة لم يعد يحتمل أكثر مما نرى، المواطن الغزي اليوم يتعلق بالقشة التي تمكنه من انقاذ حياته من الموت، الاحتلال يتحكم في كل شيء هنا لا يمكن تجاهله حيث نخضع لسيطرته بكل شيء، ليس حباً في العمل تحت إمرته ولا رغبة في سلطته ولكن اليوم نعمل تحت أيدي من يبقينا قادرين على العيش بكرامة، من يحترم بشريتنا وانسانيتنا وعملنا.
ولا يجب الربط بين العمل في الداخل المحتل وبين امكانية زيادة الجواسيس لأن الاحتلال اليوم قادر على اسقاط أي مواطن داخل القطاع في حال أراد ذلك، لكن المواطنين اليوم باتوا أكثر وعي وأكثر حرص من السابق والهدف الاول هو فقط الحصول على فرصة عمل لإيجاد قوت يومهم والخروج من عنق الزجاجة الذي ضاق كثيراً.