قطاع غزة.. فُتات المعونات لرفع المعنويات لا البناء

قطاع غزة.. فُتات المعونات لرفع المعنويات لا البناء

2021/02/08 الساعة 02:31 م
3d5f41c73a1190791c25ae50efd763dd

كتب/ محمد لبد

قطاع غزة، هو منطقة جغرافية يبلغ مساحته 365 كيلو متر مربع،  تلك المساحة المحاصر من جيش الاحتلال الاسرائيلي، حيث يسيطر الاحتلال على كافة المنافذ المؤدّية اليها ويفرض حصاراً خانقاً منذ سنوات طويل الى الآن.

في الوقت الذي يعاني فيه قطاع غزة من ذلك الحصار وتلك الويلات التي ألمّت به نتيجة له، وضعف الحياة الاقتصادية التي أصبحت أشبه بالموت، تأتي الدول العربية المجاورة بالمساعدات التي تعتبر "شريان الحياة" والمتنفس المؤقت لسكان القطاع الذين يعانون الويلات في كل يوم لا سيما مع انتشار جائحة كورونا التي زادت الطين بلّة.

لا بد لنا من تقديم الشكر لتلك الدول التي تقف موقفاً رجولياً وتعلن مواقف الاخاء والتضامن والتعاطف مع الشعب الفلسطيني الذي لطالما بقي المدافع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية والمضحّي بأبنائه دفاعاً عن أرضه وعرضه.

ففي 18 ديسمبر 2020 قدمت دولة الامارات العربية المتحدة جسراً جوياً إلى غزة لنقل عدة أطنان من المساعدات الطبية عبر معبر رفح البري مع مصر، وتعتبر تلك المساعدات ثالث طائرة مساعدات طبية إماراتية إلى غزة ضمن الجهود الإماراتية لمكافحة جائحة كورونا.

وتضمنت قافلة الإمارات الجديدة مساعدة طبية كبيرة للتعامل مع أزمة فيروس كورونا ، بما في ذلك 30 جهاز تنفس و 2000 مجموعة اختبار PCR و 12000 معطف معمل و 10 أسطوانات أكسجين.

ومن جانب آخر أعلنت قطر تخصيص منحة مالية جديدة لغزة بقيمة 360 مليون دولار لتلبية الاحتياجات العاجلة ودعم السكان المتضررين من الحصار الإسرائيلي على القطاع.

كما كشفت المصادر القطرية أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وجه بتخصيص منحة مالية للقطاع تصرف على مدى عام كامل ابتداءً من شهر يناير/ كانون الثاني 2021، حيث تأتي تلك المنحة في إطار مواصلة دولة قطر دعمها للشعب الفلسطيني الشقيق المحاصر في قطاع غزة.

لا شك ان قطاع غزة بأكمله غير مستفيد من المساعدات التي تأتي للقطاع، حيث الحكومة بغزة تقوم بتوزيع المساعدات على المؤسسات العاملة والقطاعات الخدماتية حيث الأولوية لها، لكنها تخصص جزء من تلك المساعدات كمنحة تُسمى 100$ للعائلات المستورة.

المريب هنا والخطير أيضاً أن سكان القطاع اعتمدوا بشكل كامل على هذا الفُتات من المساعدات الذي يصل اليهم، ومن دونها يعيش المواطن بلا مأكل وبلا أساسيات، من أوصلنا لتلك المرحلة ومن هو المسؤول عنا ؟ في حين أن تلك المساعدات لا تكفينا، لماذا الاونروا تعلن أزماتها وهي المسؤولة عنا؟ عامة الناس في غزة ينتظرون المساعدات من كل الدول، هذا وضع خطير جدا في ظل عدم تمكن الحكومة الفلسطينية من توفير ما يلزمنا .

هي مساعدات لا تغطي حاجة القطاع بأكمله لكنها تساعد ولو بجزء بسيطة على تقليص دائرة الفجوة الكبيرة الموجودة في غزة بسبب سوء وتدني مستوى المعيشة هنا.

هي حكاية يصعب علينا سردها في سطور، حينما تجد عائلات لا تسترها سوى أقمشة الخيام، وشبابٌ بزهو أعمارهم وقوّة عطائهم تجدهم يجلسون على أبواب منازلهم بلا عمل، وتجد فرص العمل معدومة تُصاب حينها باليأس الشديد.

نعيش في دولة تكالبت عليها الحروب، زهقت أرواح ساكنيها ودمرت بيوتها ومساجدها وقتلت أطفالها العزّل، بالمقابل دمرتها أطماع الفصائل، وانهكها الانقسام الفلسطيني الدامي الذي امتد لسنوات وزادنا هتكاً إلى يومنا هذا، ومؤخراً جائحة كورونا العالمية التي ألقت بظلالها السوداء علينا، لذا يجب القول بأن المساعدات المقدمة لقطاع غزة ما هي الا فتاتٌ بسيط لا يعيد ترميم دولة محاصرة مقهورة انما يعطي بصيص أملٍ بوجود من يشعروا بنا وبمعاناتنا من أشقائنا العرب علها تجمعنا يوماً ما دولة واحدة موحدة.