خاص/ اليوم الاخباري
تحولت الساحة اللبنانية تحديدا منطقة "الطيّونة" في العاصمة بيروت من حالة السلم الى حالة الفوضى بفعل مظاهرة من المفترض أن تحمل صفة "السلمية" لكن تدخل السلاح حولها لأعمال شغب وعنف استدعى تدخل الجيش اللبناني لمواجهة حالة الفوضى السائدة ولحقن الدماء.
خرج عشرات المتظاهرين من انصار حزب الله وحركة أمل في مظاهرة سلمية متوجهين إلى منطقة قصر العدل في بيروت للاعتصام للمطالبة بتنحي قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، لكن سرعان ما تحولت المظاهرة السلمية الى اشتباكات عنيفة خلّفت قتلى وجرحى.
وتبادل حزب الله وحركة أمل من جهة و حزب القوات اللبنانية من جهة أخرى الاتهامات حول من البادئ في اطلاق النار، حيث وجه حزب الله اصبع الاتهام الى حزب القوات اللبنانية بإطلاقه النار على المظاهرة السلمية في والوقت الذي نفى فيه حزب القوات هذه الاتهامات مرجعاً بداية اطلاق النار من مشاركين في المسيرة كانوا يحملون السلاح نتيجة التحريض بحق البيطار.
يبدو أن الاشتباكات نابعة عن أمر مدبر ومخطط له مسبقاً حيث أن المشاركين في المسيرة كانوا يحملون السلاح ومهيئين من قبل عملية الاشتباك ولم يكن الأمر مفاجئ لهم، هذا ينم عن أن الأمر مدبر من انصار حزب الله وحركة أمل لكنهم ينفون ذلك بداعي أن المظاهرة تأتي احتجاجا على القاضي وأن اطلاق النار جاء من مجموعات من حزب القوات اللبنانية انتشرت على أسطح البنايات ومارست القنص المباشر للقتل المتعمد معتبرين هذا عمل إجرامي يستهدف الاستقرار والسلم الاهلي.
واعتبر قادة حزب الله ان عمل القاضي البيطار هو عمل سياسي فيه استهداف سياسي ليس له علاقة بالحقيقة ولا بالعدالة وطالبوه بتطبيق القوانين بدءً بالدستور، لا أن يقز فوق القانون أن ينتقي أو يتحيز لرأي معين.
القاضي اللبناني طارق البيطار 46 عاماً هو المكلف بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت ، حيث دخل في مواجهة مع الطبقة السياسية التي ترفض رفع الحصانة عن عدة وزراء سابقين ومسؤولين أمنيين، حيث أراد استجوابهم لكنه أصبح مهدد من جهات عدة مع العلم أن البيطار ليس لديه أي توجه سياسي محدد.
ويرى أهالي ضحايا مرفأ بيروت القاضي البيطار بأنه الرجل المناسب للنظر في القضية والعمل عليها الذين اعتبروا التهديدات الاي يتعرض لها البيطار دليل واضح على أن التحقيقات تسير نحو الوجهة الصحيحة لكشف الحقائق سيما وأن البيطار يحظى بتقدير كبير من زملائه وأنه حازم في أحكامه وعادل فيها .
هناك من يرى أن أحداث الشغب والاشتباكات يرجع الى حزب الله يريدون اعادة سيناريو السابع من ايار لعام 2008، حيث قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى أنّه يمكن اعتبار ما شهدناه ب 7 أيار مصغّر معتبراً أنه هذه المرّة 7 أيار مسيحي حيث انهم يقومون بتسييس التحقيق ويريدون تسييس النتائج والأحكام.
تجري التحقيقات من أجل الوصول الى المستبب الرئيسي في اثارات الشغب في الشارع اللبناني في محاولة لمنع الاستقرار والأمن واحالتهم للتحقيق منعا لتكرار مثل هذه الأحداث التي من شأنها زيادة أزمات لبنان في الوقت التي تشهده لبنان من أزمات اقتصادية ومالية عقب انفجار مرفأ بيروت.
حاليا الهدوء يسود المكان منذ وقوع الاشتباكات، في وقت يعزز فيه الجيش إجراءاته بالمنطقة لحفظ الأمن، سواء من خلال الدوريات أو الحواجز الثابتة والمتحركة، فضلا عن استمرار في التحقيقات لمعرفة التفاصيل.
ويعيش لبنان أزمة سياسية واقتصادية فاقمها انفجار مرفأ بيروت الذي وقع يوم الرابع من أغسطس/آب 2020، حيث تسبب بمقتل نحو 217 شخصا، وأكثر من 6 آلاف جريح، وشرّد نحو 300 ألف عائلة من منازلها المدمرة، وسبب دمارا هائلا ببيروت، وقدرت الخسائر بمليارات الدولارات.