خاص/ اليوم الاخباري
يشهد قطاع غزة حالة من الانتظار التي تصاحبها حالة الاستقرار في الوضع المعيشي برغم وجود العديد من الملفات التي تنتظرها حكومة غزة وتراقب تنفيذها سيما فيما يتعلق بإعادة الاعمار وتطبيق التفاهمات التي اتفقت عليها الفصائل الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي بوساطة مصرية.
ويرتبط هذا الاستقرار باستمرار الهدنة بين الفصائل والاحتلال بعد ما اشتعلت الوتيرة بينهما في شهر مايو الماضي لكن التدخلات المصرية والقطرية والعديد من الدول ساهمت في تثبيت التهدئة الى يومنا هذا الأمر الذي يجعل الوضع الاقتصادي لغزة يتحسن بشكل ملحوظ، حيث ان الاحتلال الاسرائيلي يسهل عملية ادخال البضائع كما أن الجهود المصرية المبذولة في تسهيل حركة المسافرين عبر معبر رفح البري الحدودي مع مصر.
حركة حماس في غزة تعي تماماً بأن أن تثبيت الهدوء دائما ما يكون لفترة محدودة مع الاحتلال ولا يمكن أن يستمر لفترة طويلة مهما بلغت الاتفاقيات ومهما حاول الوسطاء وضع شروطهم، حيث أن الاحتلال الاسرائيلي لا يعرف لغة الالتزام ولا يتقن أسلوب الانضباط بل يحاول بين الفينة والأخرى أن يتملّق في بسط قراراته الجائرة بحق الفلسطينيين ويحاول دائما الابتزاز في لقمة العيش مقابل الحصول على ما يريد وابرز ذلك تحرير الجنود المفقودين في غزة .
طالما أن المنحة القطرية جارية وأن الدعم لحكومة غزة مستمر بغض النظر عن الأسلوب فان الحياه تسير هنا على ما يرام، لكن في حال تعطيل وصول المنحة القطرية أو تشديد للحصار أكثر من أي وقت مضى لن يُثني الفصائل عن اشعال فتيل المقاومة ضد المحتل.
مما لا شك فيه أن الدعم الذي يصل لقطاع غزة لا يمكن له أن يسد حاجة المواطنين لكنه على الأقل يساهم ولو بالشيء القليل في التخفيف من الأزمات الموجودة التي تعصف بالمواطنين .
الموطن الغزي يعيش كل يومٍ على أمل حل لقضيته التي بات الجميع يتاجر فيها من أجل تحقيق المصالح الشخصية، لم يعد قادر على أن يتحمل ما يمكن تحمله عن أي وقت مضى بسبب تردي الوضع المعيشي سيما في ظل استمرار الحصار الجائر الذي ألقى بظلاله على حياته، المواطن الان أكثر حاجة للهدوء الذي يحقق مطالبه في العيش بسلام، المواطن أكثر حاجة لكل دقيقة يعمل بها من أجل توفير قوت يومه لعائلته بدلاً من التعطل لأسباب الحروب.
لا يمكن لأي قائدٍ أن يعمل دون الأخذ بعين الاعتبار الوضع المعيشي للسكان المحاصرين، ولا يبارك الله في عمل لا يخدم حياة الموطنين، ولا يمكن اتخاذ أي قرار خاطئ في وقت ينحني فيه المواطن لأي فرصة عمل من أجل توفير حاجاته الأساسية بعيداً عن الحروب والدمار الذي تتسبب به.
الهدوء يخدم الجميع، أولا يخدم المواطن ويمكنه من العيش في استقرارٍ حتى وان كان نسبي لكنه يستطيع البحث عن فرص العمل ولو بالأجور القليلة أفضل من مد يده لتلبية احتياجاتهم، ثانياً يخدم الفصائل الفلسطينية في عمليات التطوير والتقدم على المستوى العسكري في مواجهة المحتل والسياسي للوصول الى تفاهمات من شأنها ضمان تثبيت التهدئة التي تساعد على تخفيف الحصار، أيضا يخدم المتضررين من الحروب الذين باتوا مشردين الى الان محاولين بناء ما دمره الاحتلال، فالمصلحة تشاركية والهدوء يخدمنا جميعاً نتمنى أن تستمر المساعي في ارساء هدنة طويلة الأمد من أجل اعادة البناء لا البقاء في الشقاء والعناء.