"في غزة " بين السلم والحرب يقف أمن الموطن

"في غزة " بين السلم والحرب يقف أمن الموطن

2021/10/24 الساعة 10:41 ص
فل6666

خاص/ اليوم الاخباري

يتسم الوضع في قطاع غزة بطابع انساني نتيجة وقوع تلك البقعة الجغرافية لاضطهادات عدة وحروب عسكرية كبيرة ومحاولة الاحتلال الاسرائيلي فرض حصاره لأطول فترة ممكنة من أجل إخضاع فصائل المقاومة وعلى رأسها حركة حماس وكسر هيبتها من أجل التخلص منها بأي طريقة كانت مهما بغلت الأثمان.

الاحتلال الاسرائيلي في كل مرة يتفنن في ايجاد طرق جديدة واختراع أساليب حديثة في فرض الحصار على غزة وتركيع سكانه بعدما دحر الفلسطينيون في غزة هذا الكيان الذي كان يحتلها ويمكث فيها لفترة طويلة، هذا الأمر الذي يشبهه الاحتلال وقيادته بالغلطة التاريخية الكبيرة التي أودت بهم كنتيجة عكسية لانسحابهم من غزة.

الوضع الاقتصادي وحياة البؤس الشديد الذي يعيشه سكان غزة كانا من أكثر الأشياء تضرراً من الحصار الظالم حيث انعكس على الوضع المعيشي الذي ابتدأ من انقطاع التيار الكهربائي وقطع الامدادات التي تأتي من الخارج لغزة وصولاً الى غلاء المعيشة بسبب قلة الموارد المتاحة وندرتها اضافة الى عجز الحكومة في غزة عن منح رواتب لموظفيها بمرتبات كاملة وتقديم رواتب كنسب محدده في محاولة منهم لإدارة الأزمة.

طالما أن الاحتلال يتحكم في معابر غزة بقراراته المجحفة يجب عدم الانجرار لتصعيدات وحروب معه، حيث أن الاحتلال ينتظر لحظة التصعيد ليقوم بإغلاق المعابر التي تدخل البضائع والمساعدات الى القطاع المحاصر والتي تودي بحياة الغزيين الى الهلاك والهاوية وتجعل الوضع يزداد سوءا.

الحكومة في غزة لم تكن يوماً عاشقة للحروب ولم تكن هي المتسبب لها بل دائماً الاحتلال الاسرائيلي هو من يفتعل الأحداث التي تستفز الفصائل الفلسطينية بأفعاله في المسجد الاقصى والأحياء المجاورة له ك حي الشيخ جراح ومحاولة الاعتداء الهمجي عليهم، كلها أفعال لا يمكن لأي حر أن يراها ويبقى صامتاً او يغُض البصر عنها، انها أفعال اجرامية يجب أن تُقابل بتهديدات صارمة وأفعال مقاومة تفرض الاحتلال بالتزام حدوده والابتعاد عنها والا فان خيار الحرب قائم .

لم يتمنى الشعب الفلسطينية قيادةً وشعباً لقاء العدو لأن النتائج ستكون وخيمة ومكلفة، حيث أن أدنى الحروب التي تسمى بالتصعيدات، لاستمرارها لأيام قليلة، تتسبب بخسائر مادية وبشرية سكان غزة في غنى عنها، بل وتضع القيادة بغزة تحت الضغط الكبير إما في تقديم التنازلات بما يتناسب مع مصالح الاحتلال وهذا شيء مستبعد لكنه ليس مستحيل، أو الانجرار لحرب تكبد الجميع الخسائر.

إن ما يتعرض له المواطنون في غزة يضع القيادة تحت ضغط كبير وحسابات شاملة قبل الدخول في أي مواجهة مع الاحتلال، القيادة بغزة تحاول قدر المستطاع بكل جهودها توفير الاحتياجات اللازمة للقطاع وأن تعمل على تحسين الوضع المعيشي الصعب الذي يعاني منه المواطن للتخفيف عليه من الضغوطات التي يعيشها نتيجة الحصار الدامي، كلها عوامل تجعل القيادة تفكر كثيراً قبل اتخاذ أي قرار يتعلق في مواجهة المحتل وهذا هو المطلوب لنتمكن من العيش بقليل من الأمن والاستقرار.