خاص / اليوم الاخباري
يعتمد قطاع غزة في تلبية احتياجاته على الكثير من التسهيلات التي يتم ادخالها عبر المعابر الحدودية التي تخضع لسيطرة الاحتلال الاسرائيلي من جهة والحكومة المصرية من جهة أخرى، الأمر الذي يتسبب في الزام الحكومة في غزة الابقاء على علاقة طيبة بالأشقاء المصريين، والانضباط أمام القرارات التي اتخاذها تجاه الاحتلال الاسرائيلي.
لا شك بأن الاحتلال الاسرائيلي لم يلتزم في أي اتفاقات تمت بينه وبين فصائل المقاومة في غزة، حتى وان التزم فان الفترة لم تكن طويلة وسرعان ما يتم فسخ الاتفاق من خلال انتهاكاته المستمرة ضد القطاع المحاصر، وهذه السمة ليست جديدة يتّسم بها المحتل بل هو طابع داخلي وصفة ملازمة له منذ أزمنة قديمة.
في حقيقة الأمر أن امكانية اتخاذ أي قرار من قبل فصائل المقاومة والعمل الوطني في قطاع غزة يمكن أن تكون تبعاته وانعكاساته وخيمة علينا، حيث أن الاحتلال يتصيّد الأخطاء ويحاول ايقاع غزة في الدائرة الخاطئة حتى يزيد من الحصار في حال كان التصعيد من طرف المقاومة.
في بعض الأوقات نجد الاحتلال يقدم التسهيلات لقطاع غزة تجنباً لحدوث تصعيدات مع الجبهة الجنوبية ويسعى جاهداً بكافة المحاولات والأساليب للوصول الى صفقة جديدة تمكنهم من استعادة الجنود الأسرى المختطفين في أيدي المقاومة مقابل أقل الخسائر وفق المصالح التي تخدمه دون الالتفاف لشروط المقاومة الفلسطينية التي تفرضها من أجل تحقيق صفقة التبادل.
الاحتلال الاسرائيلي في كل مرة يسعى لتحقيق مصالحه من أجل النيْل من عزيمة المقاومة ومحاولة نسب الانتصار له في المقابل وبعكس ما يتمنى تلحق المقاومة الفلسطينية به الهزيمة بأساليب مختلفة أبرزها صفقة وفاء الأحرار التي تمت تلك العملية وفق ما تصبو اليه المقاومة الفلسطينية وتحاول أيضاً تحقيق الصفقة الجديدة بشروطها .
لا يخفى علي أحد بأن تركيز الحكومة بغزة على اتمام ملف اعادة الاعمار الذي تعهّدت به الحكومة المصرية واستكمال مراحله، حيث تمت المرحلة الأولى التي تمثلت في ازالة الركام عن المنازل والمنشآت المدمرة وبانتظار المرحلة الثانية المتمثلة في الشروع في علمية ادخال المواد اللازمة للبناء وتحديد الأولويات والمخططات اللازمة لعملية الاعمار واكمالها، لكن الأمر أيضاً متعلق بحالة الهدوء التي تلتزم بها الفصائل الفلسطينية كون أن مصر هي الوسيط الذي يضمن استمرار عملية الاعمار رغم أن الاحتلال الآمر الناهي لإتمام تلك العملية وبموافقته عليها.
ليس من الغريب على الاحتلال ان يفتعل أحداث استفزازية قد تشعل غضب الفصائل الفلسطينية لكن في الوقت الحالي يجب ألا نقبل في أي تصعيد أو حرب يريدها الاحتلال من أجل تعطيل عمليات الاعمار حتى لا تؤثر على ادخال المساعدات التي يتلقاها قطاع غزة من الدول المانحة ويجب أن نحاصر الهدوء ونحافظ عليه من أجل استكمال عملية الاعمار التي توفر الاستقرار اللازم للمواطنين وتعيد بصيص من الأمل المفقود.