أسعار القمح ترتفع وغزة تتلقى الضربات

أسعار القمح ترتفع وغزة تتلقى الضربات

2021/10/30 الساعة 04:00 م
PGtZJ

خاص/ اليوم الاخباري

يشهد العالم ارتفاعاً في أسعار المواد التموينية الأساسية أهمها سعر القمح الذي يعتبر أحد أهم المواد الأساسية التي يعتمد عليها الانسان في حياته ، حيث يؤثر ارتقاع سعر القمح على سعر الخبز المصنوع منه والذي يشكل أزمة حقيقة للعالم التي تعتمد على الخبز في غذائها اليومي.

ويرجع ارتفاع أسعار القمح الى تأثر سلاسل الإمداد والتوريد العالمية بأزمة الطاقة، والى المتغيرات المناخية القاسية التي تعصف بإنتاج ثلاثة من أكبر مصدري القمح في العالم وتراجع الإنتاج الزراعي في الدول المنتجة مثل روسيا والولايات المتحدة وانخفاض محصول القمح بنسبة 17% الأمر الذي يُنذر أن أسعار الخبز على وشك الارتفاع عالميا.

ويتوقع محللون أن ترتفع الأسعار للمستهلكين ما يزيد الضغوط على البلدان الأقل دخلا، خاصة المستوردة للقمح حيث يشكّل مشترو القمح من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نحو 30 % من مستوردي القمح في العالم.

لم يقتصر ارتفعا الاسعار على القمح فحسب بل طال سلعة "العدس" الذي اثارت موجة الغضب في غزة بسبب اعتماد الأسر الفقيرة عليها كوجبة رئيسية ومفيدة لهم في حياتهم نظراً لوفرتها وقلة تكاليف إعدادها لهم، الأمر الذي بات يشكل الخطر الأكبر في حال زاد سعر الخبز حيث أن الوضع الاقتصادي لم يحتمل أكثر مما هو عليه الآن.

وعبر الاذاعات المحلية في غزة خرج بعض المختصين يناقشون بعض الحلول من أجل التوفير على المواطنين وجعل تكلفة "ربطة الخبز" مقاربة لما هي الان، حيث تُباع ربطة الخبز بسعر ( 6شواكل) وفي ظل ارتفاع الاسعار سيرتفع سعرها ليصل على الأقل الى (8 شيكل) حيث كانت المقترحات المطروحة بخفض وزن الرغيف أو تقليل عددها في الربطة الواحدة منتظرين ما ستبوح بها الأيام القادمة.

لم يكن أحد وراء ذلك الارتفاع ولم يحبّذ أحد أن يكون سبباً لها، حيث أن السبب الرئيسي الموازي الى التغيرات المناخية التي حصلت لدى بعض الدول الرئيسية في انتاج حبوب القمح، هو تغوّل جائحة كورونا وتداعياتها على كافة القطاعات التي ألقت بظلالها على عمليات الانتاج والتصدير والاستيراد التي لا زالت بعض الدول تعاني من تداعياتها ولم تنتهي من خطط الطوارئ في حين أن دول كثيرة حديثاً بدأت برفع الحظر والرجوع للوضع الطبيعي في بلادها.

الوضع الاقتصادي في غزة يشهد حالة من الانكماش نتيجة ثلاثة عوامل تتجلى في العامل التراكمي طويل المدى والذي أثر بشكل واضح على القدرة الشرائية، اضافة الى العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع وتأثيره الكبير على الحركة التجارية خصوصًا بعد إغلاق معبر كرم أبو سالم لفترة، كما أن تداعيات جائحة كورونا التي ما زالت تعصف بالاقتصاد الفلسطيني وتتسبب في زيادة معدلات الفقر والبطالة.

من المتوقع أن تحصل زيادة في أسعار جميع السلع الغذائية المرتبطة بالقمح مثل الخبز والمخبوزات بأنواعها، والمعكرونة بأنواعها والحلوى ولا مؤشر على انخفاضها حتى بداية موسم الحصاد القادم في شهر يونيو آملين أن تحدث متغيرات توقع نزيف ارتفاع الأسعار الذي يرهقنا.