15 جاسوساً من الموساد الإسرائيلي في تركيا ماذا يفعلون !؟

15 جاسوساً من الموساد الإسرائيلي في تركيا ماذا يفعلون !؟

2021/10/31 الساعة 03:46 م
AP20040569043087-e1634811077132-640x400-1-640x400

خاص/ اليوم الاخباري

من الصعب التعامل مع كيان يمثّل الفايروس الأخطر في المنطقة حينما ينتشر ليصبح وباؤه كبير وأضراره جسيمة على صحة المجتمعات التي تحافظ على أمنها وأمان موطنيها، فماذا عندما يكون هذا الفايروس هو الاحتلال الاسرائيلي الذي يحاول أن يبسط سيطرته على المنطقة العربية ويتغلغل فيها ويعرف كل شيء عن أخبارها بل ويحاول أن يُفسد ما تسعى لإصلاحه تلك المجتمعات.

الاحتلال الاسرائيلي بكيانه الغاصب يحاول دائماً التسويق لنفسه على أنه يعمل جاهداً لصناعة السلام في الشرق الأوسط ويحاول فرض نفسه في المنطقة من أجل بناء شرق أوسط جديد يكون فيه "كيانه المزعوم " مركزي، ويظهر جليّاً من خلال عميلات التطبيق مع العديد من الدول العربية في المنطقة محاولاً كسب شعبيته بأنهم صانعي السلام في المنطقة وأنهم الأقدر على العيش بسلام مع الدول العربية المجاورة.

حديثاً ألقت السلطات التركية القبض على 15 عميلاً في وقت سابق من هذا الشهر بزعم أنهم تجسسوا لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" وقامت بنشر صورهم وهوياتهم والمهام التي كان مكلف بها كل فرد من أفراد الموساد الذين كانوا من أصول عربية.

حيث كشف جهاز المخابرات التركي عن خلية الموساد التي كانت تحتوي أفراد مقسمين الى 5 مجموعات كل مجموعة 3 أفراد موزعين في عدة مناطق ، وكل فرد منهم موكل اليه مهمة مختلفة تهدف جمع المعلومات عن الفلسطينيين الذي يعيشون في تركيا هذا ما كشفت عنه التحقيقات الأولية دون أي تصريح رسمي من السلطات التركية أو حتى الاسرائيلي التي نفت ما زعمته تركيا من علميات التجسس التي وصفتها بالمبالغ فيها.

إن العلاقات الجيدة التي تربط حركة حماس مع الحكومة التركيا برئاسة رجب طيب أردوغان تغيط الكثير من الأطراف أولها الاحتلال الاسرائيلي سيما وأن تركيا تعتبر حماس حركة سياسية شرعية وتحافظ منذ فترة طويلة على علاقات ممتازة مع حماس، والتي تطورت بشكل أكثر علنية مع تدهور العلاقات مع الاحتلال على مدى العقد الماضي، كما أن الاحتلال اشتكى لأنقرة من علاقاتها مع حماس لكن دون جدوى من ذلك.

الاحتلال وأجهزته الاستخباراتية يحاول معرفة الأساسيات المبنيّة عليها العلاقة ين تركيا وحماس، ويحاول أن يحصل على كافة الأخبار المتعلقة بطبيعة التعامل بينهما لكن تركيا كانت تراقب تلك الخلايا المنتشرة في بلادهم قبل أن تلقي القبض عليهم في تاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول بعد عملية استغرقت عاما على يد جهاز المخابرات الوطني شارك فيها حوالي 200 من ضباط المخابرات التركية الذين تعقبوا الجواسيس.

لا شك أنها هناك اشارات صدرت عن أنقرة وتل أبيب خلال السنوات القليلة الماضية على احتمالية تحسن العلاقات بينهما من دون تبلور نتائج ملموسة لأسباب عديدة لكن ما صدر مؤخرا -عن أنقرة تحديدا- يشير إلى أن الأمر بات قاب قوسين أو أدنى ويبدو أن الاحتلال أكثر تجاوبا هذه المرة رغم أن العلاقات الدبلوماسية تجمدت بين الطرفين عام 2010 إثر اعتداء الاحتلال الاسرائيلي على سفينة "مرمرة" المتجهة لغزة المحاصرة، ورغم أن الجانبين أعادا تطبيع العلاقات بينهما في 2016 لكنها لم تعد إلى سابق عهدها.

وسلكت تركيا طريقاً في الحديث على اعادة العلاقات وأخذت الثقافة والسياحة والتجارة الباب الذي ستدخل منه العلاقات الثنائية مرحلة جديدة على اعتبار أن تلك القضايا لا تمثل قضايا خلافية بين الجانبين وإنما مكاسب لكليهما، الى جانب أهميتها في ظل تراجع المؤشرات الاقتصادية التركية في ظل جائحة كورونا.

لا يمكن للعلاقة التركية أن تأخذ منحى ايجابي لطالما أنها مصرّة على موقفها تجاه فلسطين على اعتبار انها صورت نفسها المدافع القوي عن الحقوق الفلسطينية في وجه سياسات الاحتلال، وهو ما لا يتناغم مع الرغبة في تطوير العلاقات مع الاحتلال، اضافة الى انها تنتقد سياسة التطبيع بين الاحتلال وعدد من الدولة العربية، اضافة للانتهاكات والحروب الذي يركبها الاحتلال ضد الفلسطينيين والخطاب التركي الحازم المدافع عن الفلسطينيين.

أرى أن الاحتلال الاسرائيلي متذبذب في قراره النهائي في استمرار العلاقة مع تركيا بسبب تأييد الأخيرة القوي للشعب الفلسطيني واصرارها على عدم الاقتراب لهذا المحور في طبيعة العلاقات بين الطرفين وهذا ما يجعل الأمور غير واضحة ما جعل الموساد بث السم للحصول على معلومات نوعية علّها تكون كلمة الفصل في اتخاذ القرار.