يصادف اليوم الإثنين، الذكرى الـ33 لإعلان استقلال دولة فلسطين، خلال انعقاد جلسة المجلس الوطني الفلسطيني في العام 1988 في الجزائر، هو تاريخ تراكمت عليه أحداث سياسية هامة، حين أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، قيام دولة فلسطين، وحق شعبها في تقرير المصير والاستقلال السياسي والسيادة على أرضه.
ومن أجل المحافظة على قدسية هذا اليوم، الذي يمثل أملا كبيرا للفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة التي تقرها الشرعية الدولية على حدود العام 1967، يعتبر هذا اليوم يوما وطنيا، تعطل فيه المؤسسات الرسمية والشعبية، وترفع خلاله الأعلام الفلسطينية فوق المباني الحكومية والحزبية والمنازل، كما ينظم خلاله الفلسطينيون فعاليات وطنية رسمية وشعبية.
وفي مثل هذا اليوم في العام 1988، ألقى الرئيس الراحل ياسر عرفات، كلمته الشهيرة في المجلس الوطني، والتي تلا فيها وثيقة الاستقلال، أمام المجلس الوطني في دورته التاسعة عشر في الجزائر، وجاء فيها “”إن المجلس الوطني يعلن، باسم الله، وباسم الشعب العربي الفلسطيني، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف”، وقد استند بذلك إلى الحق الطبيعي، والتاريخي، والقانوني، للشعب العربي الفلسطيني في وطنه فلسطين؛ وتضحيات أجياله المتعاقبة دفاعاً عن حرية وطنهم واستقلاله، وانطلاقاً من قرارات القمم العربية، ومن قوة الشرعية الدولية التي تجسدها قرارات الأمم المتحدة منذ 1947؛ وممارسة الشعب العربي الفلسطيني حقه في تقرير المصير، والاستقلال السياسي، والسيادة فوق أرضه.
وقد حملت وثيقة الاستقلال التي صاغها الشاعر الراحل محمود درويش، الكثير من المعاني واستذكرت بطولات الشعب الفلسطيني وتطلعه للحرية، وحملت أيضا رسالة سلام فلسطينية موجهة للعالم أجمع، مفادها أن الفلسطينيين يريدون العيش بأمن وسلام على جزء من أرض فلسطين التاريخية، مقدمين بذلك تنازلاً مؤلماً من أجل إقامة دولتهم على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، في إطار الإقرار والموافقة على “حل الدولتين”، كما أقرت الوثيقة التزام الفلسطينيين بمبادئ الأمم المتحدة وأهدافها، وبالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتزامها كذلك بمبادئ عدم الانحياز وسياسته.
وأكدت الوثيقة أن دولة فلسطين دولة عربية، وهي جزء لا يتجزأ من الأمة العربية بتراثها وحضارتها، وبطموحها الحاضر إلى تحقيق أهدافها في التحرر والتطور والديمقراطية والوحدة، لتسارع وقتها على الفور العديد من الدول الصديقة إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية المعلن عنها في وثيقة الاستقلال، وفتحت أبوابها لإقامة سفارات وممثليات فلسطينية على أراضيها، ليتجاوز عدد الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية عدد الدول المعترفة بإسرائيل.
يشار إلى أن هذه الذكرى تمر، في الوقت الذي تتعرض فيه القضية الفلسطينية، لمحاولات تصفية، وفي ظل هجوم استيطاني خطير يستهدف الضفة الغربية، ضمن المحاولات الرامية لتنفيذ مخطط الضم، والقضاء على حلم الدولة الفلسطينية.