خاص / اليوم الاخباري
تنتظر الأسر الفلسطينية التي فقدت منازلها ومصالحها جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة على أحر من الجمر اعادة الاعمار من أجل استكمال المراحل التي بدأت بازالة الركام عن بيوتهم ومنشآتهم ضمن المبادرة المصرية التي قدمتها مصر بتعهدها اعادة إعمار ما دمره الاحتلال من منازل ومنشآت في مبادرة للتخفيف عن أبناء الشعب الفلسطيني والوقوف بجانبهم ضد العدوان الغاشم.
وتحاول الجهات المعنية التابعة لحكومة غزة التي تدير هذا الملف الاستمرار بطلب الاسراع في عملية الاعمار دون المماطلة من قبل السلطات المصرية من أجل عدم الانجرار لحرب أخرى حيث أن أحد أسباب القبول بشروط وقف اطلاق النار هو تعهد مصر بعملية اعمار ما دمرته الاليات الحربية الاسرائيلية لذا فان عدم الالتزام قد يشعل فتيل الحرب من جديد .
واستلمت وزارة الاشغال العامة في غزة المخططات الأولية للمدن السكنية الجديدة التي سيتم بناءها في قطاع غزة لمناقشتها مع المختصين المصريين حيث سيتم بناء 500 وحدة سكنية في كل من غزة والشمال وسيتم بناء في مدينة الزهرة 1500 وحدة سكنية تقريباً كما أن عملية الاعمار تشمل شارع الرشيد " الكورنيش" .
الموقف المصري هو موقف سليم وواضح تجاه القضية الفلسطينية حيث يحاول جاهداً تقديم كل ما يلزم الحكومة بغزة من مساعدات من أجل التخفيف عن سكان القطاع المحاصر الذين يعانون الفقر والظلم الشديد الممارس عليهم من قبل الاحتلال الاسرائيلي اضافة الى ويلات الانقسام التي ألقت بظلالها على كافة المواطنين الذين لم يستفيدوا من الانقسام سوى الدمار والخراب .
والى جانب الدور المصري الأصيل يأتي دور دولة قطر الشقيقة التي تقديم المنحة القطرية التي تخصص جزء منها للفقراء والعاطلين عن العمل والأسر الفقيرة جزء آخر للسولار من أجل تشغيل محطة الكهرباء ومحاولة التخفيف على المواطنين من أزمة الكهرباء الأزلية اضافة الى تخصيص جزء ثالث لمرتبات موظفي الحكومة بغزة كمساعدة للتخفيف على الحكومة من الأعباء التي تتعرض لها بسبب الضغوطات التي تتلقاها من كثير من الدول التي تحارب المقاومة وتحاول تجميد علاقات حكومة حماس بغزة ومحاصرتها من كافة الاتجاهات .
ان المنحة القطرية تسير الى غزة بالشكل البطيء تحديدا فيما يتعلق باعادة الاعمال الكلي والجزئي بالتعاون مع "الأونروا" اضافة الى التعهدات الأخرى مع العديد من الدول التي تصل الى 20 مليون دولار لكنها تسير دون تسارع وهذا يفاقم الأزمة في حال تأخرها.
الجميع يحاول الوقوف مع قطاع غزة في أزماته المتكررة من أجل التخفيف عنهم وتقديم الحلول التي تبقيهم على قيد الحياة سيما وأن الحصار الاسرائيلي الذي ما زال مفروض على القطاع والذي يتحكم في كل ما يمكن أن يدخل لغزة من مساعدات وبضائع وغيرها، قطر ومصر يلعبان دوراً مهماً واساسياً في ادارة الصراع بين الاحتلال الاسرائيلي وحركات المقاومة في غزة، حيث أن الاحتلال يحاول أن يفرض هيمنته الكاملة على حركة حماس واضعافها في كل الحروب السابقة لكن الحركة تبقى أقوى من سنواتها السابقة في كل مرة، الدعم القطري والمصري يمثل الأنفاس التي تمد القطاع المحاصر بالأكسجين المطلوب لهم في الوقت الذي قد لا يحبذه الجانب الاسرائيلي من تلك الدول لتقديمها الدعم لغزة لكن لا يستطيع ايقاف ذلك .