الأسرى وذويهم "حكاية صمود" في الدفاع عن كرامة شعب

الأسرى وذويهم "حكاية صمود" في الدفاع عن كرامة شعب

2021/12/20 الساعة 12:29 م
12021311012890

خاص/ اليوم الاخباري

في خضم صراعنا مع الاحتلال الاسرائيلي الذي يسيطر على بلادنا الكل فينا يدافع بطريقته الخاصة، هذا البلد الذي يعاني من تمرد الاحتلال على سكانه ويعاني من قساوة وجبروت الطريقة التي يحاول أن يغيّر تضاريس من أجل قلب الحقائق ، ويعاني فيه مواطنوه من بطش الاحتلال ما يوجب علينا الدفاع عن قضيتنا بكل الأشكال والطرق في سبيل الدفاع عن وطننا من وحشية الاحتلال والانتصار لقضيتنا العادلة مهما حاول تشويهها المستلقون.

العسكري يدافع عن وطنه بسلاحه، والكاتب يدافع بقلمه والرسام يقاوم المحتل بريشته والفنان يقاوم بألحانه وحنجرته الكل فينا مطالب بتسخير هواياته وأعماله تجاه القضية العادلة لتوجيه الأنظار اليها ودعمها من كافة الأقطار وعلى مر الازمان، ومن بين الأساليب المبتكرة في دعم القضية الفلسطينية الفن التمثيلي والمسرحي حيث استخدمه الكثيرون في انتاج الأعمال الدرامية التي من شأنها نقل حقيقة ما يجري على أرض فلسطين حيث الظلم والقهر والاعتداءات المتكررة لتوصل صوت فلسطين للعالم أجمع .

لكن لا يمكن أن يتم تسخير الدراما في شكل قد يؤذي بحياة الأسرى داخل السجون الإسرائيلية ولا يمكن وضعهم في قالب محرج أو التجريح بهم لأنهم هم من ضحوا بأعمارهم خلف القضبان دفاعاً عن كرامة الأمة العربية والإسلامية أجمع، حيث جاءت الدراما الأردنية مؤخراً بفكرة مشوهة لطريقة غير لائقة بتضحيات الأسرى كانت هدفها ايصال فكرة لكن لم تنجح في تطبيقها .

وفي 12 نوفمبر/ تشرين الثاني رشح الفيلم لتمثيل الأردن في جوائز الأوسكار للأفلام البطولية لعام 2022 قبل أن تعلن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام سحب ترشيحه بعد الجدل الواسع الذي أثاره، حيث لاقى ردود فعلٍ غاضبة بسبب تناوله لقضية تهريب نطف الأسرى الفلسطينيين من داخل سجون الاحتلال وعملية نقل النطف من داخل السجون، حيث اعتبره الكثيرين أنه لا يتناسب مع الأسرى ولا يرقى لتضحياتهم ويشكك في نسبهم.

وتم ايقاف عرض الفيلم في الأسواق بعد توجيه عدة تهم من بينها "الإساءة للأسرى وللأبناء المولودين من تلك النطف" والذين يطلق عليهم لقب "سفراء الحرية" وأنه يدعم "الرواية الإسرائيلية" بشأن تهريب النطف الذي يعتبره الفلسطينيون شكلا من أشكال النضال.

حساسية الموضوع عقّدت الفكرة وصعّبت مهمة تطبيقها في عملٍ درامي يعبّر عن معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال وأن الهدف من الفيلم بحسب تصريحات أسرة الفيلم أنه يصوّر قضية الأسرى بشكل إيجابي و انساني وينتقد الاحتلال بوضوح مؤكدين على أن أهمية الاشادة بقضية تهريب النطف وقدسية أطفال الحرية.

الجدير بالذكر ومن منطلق التباهي بتلك العمليات التي يعتبرها كل فلسطيني حر شكل من أشكال النضال ونصرة الأسرى، حيث بلغ إجمالي الأسرى الفلسطينيين الذين نجحوا في الإنجاب عن طريق النطف المهربة 71 أسيراً، منهم  53 من الضفة الغربية و11 من قطاع غزة، إلى جانب 6 أسرى من القدس المحتلة، وواحد من فلسطينيي الداخل (المناطق العربية داخل إسرائيل)، حيث انجبوا ما يقارب 102 من الأطفال، منهم عدد من التوائم.

لكن لا يمكن القول أن الدراما تتجرأ في التطاول على الأسرى الفلسطينيين مهما كبرت في حجمها، لكن حساسية الفكرة وقوة الموضوع جعلها تخرج بسيناريو خيالي من أجل اكساب الفيلم قوةً كبيرةً للمقدرة على المنافسة في جوائز الأوسكار، أعتقد أن القصد لم يكون الاساءة للأسرى وذويهم بل وكانت الآراء مجمعة على قوة العمل لكن قوة التصوير جعل الفكرة تنحرف والانحراف في تلك القضايا قد يؤدي بك الى الهلاك، لا يجب المساس بالفلسطينيين بل يجب تقديم الدعم الكافي لجعلهم أكثر قدرة على مواصلة المشوار في مواجهة المحتل ودعم صمودهم من أجل الاستمرار في حماية الوطن رغم ما يوجههم من عداء .