خاص/ اليوم الاخباري
يشهد العالم تطورات واسعة في الطفرات المتحورة الجديدة الناتجة عن انتشار فايروس كوفيد 19 بعدما فرضت جائحة كورونا الاغلاق في جميع الدول الا أن تداعياته لا زالت موجودة وتأثيراتها السلبية لا زالت قائمة على جميع المستويات وفي كافة القطاعات المختلفة، هذا في الوقت الذي يشهده العالم اكتشاف طفرات متحورة من الفايروس بعد ظهور سلالات جديدة منه حول العالم .
ويهتم الخبراء بأربعة سلالات مختلفة من فيروس سارس كوف 2 وهي ألفا (تم العثور عليها لأول مرة في بريطانيا)، وبيتا (جنوب إفريقيا)، وغاما (البرازيل) ودلتا (الهند) إضافة إلى السلالة الجديدة "أوميكرون" التي انتشرت في عدة دول أبرزها جنوب أفريقيا حيث تعتبر من أوائل الدول التي اكتشفت انتشار متحور "أوميكرون" وأبلغت عنه.
وبحسب الدارسات المختصة في عالم الأوبئة أوضحت الأبحاث أن فترات الحضانة لهذا الفايروس تعتبر الأقصر مقارنة مع الفايروسات الأخرى والتي من الممكن أن تؤدي إلى مزيد من الإصابات في وقت أقل ويصبح كسر حلقات العدوى أكثر صعوبة حيث تكون المضاعفات في غضون يومين إلى 3 أيام في أغلب الدول التي انتشر فيها "أوميكرون".
في فلسطين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع الإصابات في متحور فايروس كورونا الجديد "أوميكرون" في بعض محافظات الضفة الغربية، حيث تم وصل اجمالي عدد الاصابات الى 17 حالة تركزت في كل من أريحا وبيت لحم ورام الله ونابلس، وتأتي العدوى بحسب وزارة الصحة، من القادمين من عدة دول أوروبية ما يؤدي الى مخالطتهم للمواطنين الامر الذي يزيد من ارتفاع العدوى بينهم.
ولم تسجل وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة اصابات بين صفوف المواطنين بالمتحور الجديد من فايروس كورونا الأمر ويرجع ذلك الى المحافظة على القادمين من الخارج وعملية فحصهم والتأكد من خلوهم من الاصابة قبل دخول القطاع سواء من معبر بيت حانون أو معبر رفح البري الأمر الذي يحد من انتشار الفايروس في غزة.
من الضروري الأخذ بعين الاعتبار تداعيات أي متحور جديد من فايروس كورونا على الحياة في قطاع غزة وغيره، حيث لا يمكن للعالم أن يقف مرة أخرى ويسمح بتكرار تجربة الشلل الذي عاشها وتعطلت فيها كافة قطاعات الحياة بأنواعها، اليوم قد يكون تشكل وعي عند عموم الناس بأن الحياة اذا تعطلت لا يمكن الاستمرار ، بل يكون الأمر أعقد في توفير المتطلبات الأساسية في الوقت الذي يشهد فيه العالم أجمع شح كبير في توفر القمح بسبب الظروف المناخية التي عصفت بأكبر دول تصدر القمح في العالم فضلا عن تداعيات الجائحة التي عطلت كافة مناحي الحياة .
يجب الانتباه جيداً في حياتنا اليومية من الاختلاط المباشر، بل ويجب اتباع الاجراءات الوقائية التي من شأنها الحفاظ على صحتنا وحياتنا وحياة الآخرين وسلامتهم، حيث أن فايروس كورونا لم يقف عند حد معين بل الطفرات المتحورة منه تكون أشد فتكاً بجسد الانسان ولا يوجد علاج نهائي له الى الان حيث كلها تقع تحت اطار التجربة للوصول الى علاج وقائي معتمد، الجميع مطالب بالوقوف أمام مسؤولية الاهتمام وعدم التراخي في اتباع الاجراءات الوقائية المطلوبة لحماية الجميع لأن واقعنا الصحي غير قادر على استيعاب الانتشار الكبير للفايروس بسبب قلة الامكانيات الصحية في المستشفيات نتيجة الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ سنوات.