"مصر وحماس" العلاقات الباردة والتقارب المحمود والمصالح المتبادلة

"مصر وحماس" العلاقات الباردة والتقارب المحمود والمصالح المتبادلة

2021/12/26 الساعة 03:08 م
image-5

خاص/ اليوم الاخباري

تعتبر القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لشعوب الوطن العربي والحديث الأهم في المؤتمرات والاجتماعات العربية، حيث لا يمكن لأي دولة من الدول العربية التخلي عن تلك القضية باعتبارها هي المركز الأول الذي يوحد الأمة اضافة أن الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد الذي يدافع عن شرف الأمة ويواجه الاحتلال بشكل مباشر وهو من يتعرض لقساوة هذا الكيان الغاصب الذي بين الحين والآخر يُغير على قطاع غزة بعدوان بشع فضلا عن اعتداءاته المتواصلة في الضفة العربية والقدس .

ان الدور العربي وللأسف نشعر وكأنه دور ثانوي يظهر فقط أوقات الحروب من خلال عدة تصريحات للواجهة الإعلامية لإبداء التعاطف مع الفلسطينيين وقت حدوث المِحن لكن بعد انتهاء الاعتداءات والعدوان لا أحد يتحدث ولو بكلمة واحدة بل ويتجاهلون القضية الفلسطينية من أجل مصالحهم الشخصية.

من أهم الدول العربية التي تقدم الدعم الكافي والوقوف الدائم بجانب الفلسطينيين ومحاولة  التخفيف عليهم معاناتهم هي جمهورية مصر العربية والتي تمثل الدور الأبرز في إدارة الصراع بيننا وبين الاحتلال الاسرائيلي، حيث أن الدور المصري هو الدور الأهم الذي يرعى الهدنة ووقف اطلاق النار ومحاولة تهدئة الأجواء دون الانجرار الى حروب جديدة، ناهيك عن راعيتها لملف المصالة الفلسطينية والعمل المستمر والحديث مع قيادات حركتي "فتح" و"حماس" من أجل انهاء الانقسام الفلسطيني الدامي الذي طال لسنوات وتستمر تبعاته السلبية الى الان.

ويكمن الدور المصري الأبرز في تقديم التسهيلات عبر معبر رفح البري الذي يقع على الحدود الجنوبية لقطاع غزة والذي يعتبر أحد أهم المنافس الأساسية التي تخفف معاناة المواطنين داخل القطاع المحاصر من خلال ادخال البضائع اللازمة لهم فضلا عن استمرار حركة المسافرين من والى القطاع وهذا يساعد المرضى في العلاج بالخارج والطلاب من أجل استكمال دراستهم وتحقيق أحلامهم، هذا الدور ليس بالقليل في الوقت الذي يعاني سكان القطاع من تضييق الاحتلال الاسرائيلي في ادخال الاحتياجات الأساسية عبر معابره ضمن سياسته الظالمة تجاه الوطن والمواطن .

لا يمكن التشكيك في العلاقة بين الحكومة المصرية وحكومة حركة حماس، قد تكون العلاقات قديماً ليست بالجيدة نتيجة العمليات الارهابية التي كانت تحدث في سيناء ونسبها ظلما للفلسطينيين وتبنّي بعض القيادات المصرية لهذه الصورة الخاطئة لكن الوضع الآن مختلف تماماً فالقيادات المصرية اليوم أكثر تأييداً لحركة حماس وأكثر قرباً لها من السابق ويرجع ذلك الى محاولة مصر تجميل صورتها تجاه القضية الفلسطينية واعادة مكانتها كوسيط مركزي في ادارة الملفات الهامة مرجعه ذلك لاعتبارات منطقية وتاريخية، وذلك بعد أن كان لها طرف غير محمود في عملية التطبيع بين الاحتلال الاسرائيلي والامارات أواخر عام 2020 هذا ما أفقدها الكثير في أن تكون الوسيط المعتمد بين الدول العربية والاحتلال.

على أي حال الدور المصري الان دورٌ أساسي تجاه قطاع غزة وعلاقة التقارب الملحوظة بين الحكومة المصرية وحركة حماس تصب في مصلحة الطرفين لكنها لا تمنع أن يتم تسويق الاعلام المصري على أن القاهرة تقف موقف محايد بين الفلسطينيين والاحتلال وظهر جلياً عند دخولها كوسيط في عملية وقف اطلاق النار بين الطرفين في العدوان الأخير على غزة وهو ما تكلل بالنجاح بالتوصل إلى تهدئة مبدئية مستمرة حتى يومنا هذا في محاولة  لأن تكون مصر من خلال هذه الجهود المقدمة لاستعادة دورها المركزي في الملف الفلسطيني ايضاً يبقى الشعب الفلسطيني مستفيد من التسهيلات المصرية التي تخفف معاناتهم.