"حماس" الترسانة العنيدة والانتماء المتجدد

"حماس" الترسانة العنيدة والانتماء المتجدد

2021/02/15 الساعة 09:56 ص
thumbs_b_c_0a26ee4f76731d86707a46e967aacf9a

يعتبر قطاع غزة احدى المناطق التي كانت ولا زالت تقع تحت سيطرة الاحتلال الاسرائيلي، لكن الاحتلال وقبل نحو 16 عاماً كان يحتل غزة من خلال انشائه مستوطنات، لكنه بعدما أيقن أن بقاء المستوطنات داخل قطاع غزة ثمنه أكبر من الانسحاب، قرر الانسحاب أمام إرادة الشعب الفلسطيني.

حيث أبدعت المقاومة الفلسطينية في قض مضاجع الإسرائيليين، وإرباك حساباته، وتكبيده ثمن وجوده داخل القطاع، حتى قرر الانسحاب أمام ضربات المقاومة، بعد أن أيقن أن بقاء المستوطنات لابد له من كلفة وثمن كبير.

وقبل نحو 15 عاماً تسلّمت حركة حماس زمام الأمور في قطاع غزة وعملت على تأسيسه وترتيب أوراقه إلى يومنا هذا، حيث كانت خير حكومةٍ تعمل في القطاع الذي بات خارج السيطرة والتحكم المباشرين من الاحتلال بعد دحضه من القطاع، لكن الاحتلال مارس أشد وأعنف الممارسات التي تجبر الحكومة بغزة على الاستسلام لكنها رفضت.

تكاتف سكان قطاع غزة حينما أُجريت الانتخايات عام 2005 – 2006 حول حركة حماس التي اتخذت لها "التغيير والإصلاح" شعاراً لها وعنوان جديد لتلبية رغبة الشعب الذي اختارها.

وشرعت الحكومة بغزة بتعمير القطاعات الخدماتية والصحية والثقافية وعسكرية وتأسيس لمرحلة جديدة، حيث بدأت الحركة بتطوير الجهاز العسكري لها الذي بات اليوم أقوى جهاز عسكري ضمن فصائل المقاومة الفلسطينية.

حاول الاحتلال الاسرائيلي من كسر هيمنة الحكومة بغزة وجعلها تستسلم لكنها أبت إلا أن تتمسك بإرادة الله أولاً ثم بدعم الشعب الفلسطيني حولها ثم بإرشادات قيادتها التي أولت الانتماء وأخذت على عاتقها أن تبني جيلاً قادراً على تحرير فلسطين.

في عام 2008-2009 شن الإحتلال الإسرائيلي حرباً ضروس استمرت 22 يوماً أسفرت عن استشهاد 1417 فلسطينياً على الأقل وإصابة 4336 آخرين، في محاولة لكسر ارادة المقاومة لكنها فشلت فشلاً ذريعاً رغم الخسائر التي ألحقها الإحتلال بغزة .

وفي عام 2012 بدأت حملة عسكرية استمرت ثماني أيام، بدأت شرارة الحرب بعد اغتيال شخصية وازنة في الجناح المسلح لحركة حماس وهو نائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام أحمد الجعبري، ذلك الرجل الذي ارتبطت صورته لدى الوعي العام الصهيوني وهو يجر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط في صورة مزدوجة تدمج بين القوة والكبرياء وبين الانسانية، فأراد نتانياهو بحقده قتل هذه الصورة باغتيال صاحبها، إلا أن الرد من قبل المقاومة الفلسطينية لم يكن متوقعاً من أحد.

حيث بدأت حركة حماس بضري تل أبيب في أول علمية من نوعها ما أدى لالتفاف شعبي وجماهيري كبير لها، اضافة لتنفيذ العديد من العمليات النوعية التي أجبرت الاحتلال على الانكسار.

أما عام 2014 شهت حرب عنيفة شنها الإحتلال الإسرائيلي وتبين منذ بداية الحرب أن هدف "إسرائيل" تدمير قدرات فصائل المقاومة الفلسطينية وبنية القطاع التحتية ومنازل المواطنين وممتلكاتهم لتحريضهم ضد تلك فصائل، لكن ذلك لم ينجح، بسبب تزايد الترسانة العسكرية لدى المقاومة التي تم تتنازل ولم تنكسر للحظة.

كل ذلك والمزيد لم يكسر الإدارة في غزة حتى وان تدخلت السلطة في تنفيذ بعض الإجراءات القاسية ضد موظفيها بالقطاع من أجل الضغط على الحكومة بغزة، لكن الحكومة بغزة أبدت شجاعتها ولاقت تشجيع من الشعب والتفافه عليه.

هذا الأمر يؤكد بأن الحكومة في غزة أثبتت قدرتها على إدارة الأزمات وبالتالي ستشهد الأيام القادمة من العام الجاري انتخابات بحسب مرسوم رئاسي أصدره الرئيس الفلسطيني محمود عباس يؤكد اجراء العملية الانتخابية مقسمة الى ثلاث مراحل وهي انتخابات تشريعية ثم رئاسية ثم انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني.

هذا الأمر لا يقلق كثيراً حركة حماس تلك الحركة التي ناضلت واستمرت في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وكسر شوكته، حيث هناك التفاف شعبي كبير وفي كل مرحلة تثبت للجميع بأنها الأجدر على إدارة الصراع مع العدو الصهيوني، والأكفأ في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.