فصل جديد من المعاناة " شوارع غزة غارقة بمياه المطر "

فصل جديد من المعاناة " شوارع غزة غارقة بمياه المطر "

2022/01/16 الساعة 02:59 م
ed79005ecb6d092be38fe2528426bd97

خاص / اليوم الإخباري


يترقب الجميع فصل الشتاء لما يحمله من أمطار الخير والبركة على البلاد بأجوائه الجميلة والتي تمثل تغيير لطبيعة الناس وحياتهم وطقوسهم، الا في قطاع غزة يتخوّف المواطنون من فصل الشتاء حد اللاوصف وذلك بسبب تدمير الاحتلال الاسرائيلي للبنية التحتية التي تسبب الغرق للطرقات والشوارع الرئيسية والفرعية منها وتعيق حركة المواطنين من عمال وطلاب والموظفين.


ما ان يأتي المنخفض الجوي الى سماء غزة يخيّم شعور الاستياء والخوف على الموطنين حيث انقطاع التيار الكهربائي الذي يخدمهم في التدفئة وتخفيف البرد، وعدم تهيئة البنى التحتية لمواجهة المنخفضات كلها أسباب تدفعهم الى عدم الارتياح لفصل الشتاء رغم أنه فصل جميل لكن الظروف في قطاع غزة غير مهيأة لاستقبال الشتاء.


في كل عام نلاحظ أن شوارع القطاع مليئة بالمياه الناتجة عن سقوط الكميات الكبيرة من الأمطار لكن الغريب في هذا العام أن الشوارع وصلت الى حد الغرق واغلاق لعدد كبير من الطرقات الرئيسية ويرجع ذلك لقيام الاحتلال الاسرائيلي باستهداف الطرق والبنية التحتية بشكل مباشر في عدوانه الأخير في مايو من العام الماضي الذي ركز في قصفه على تدمير الشوارع بحجة أنه يستهدف الأنفاق الأمر الذي أدى الى غرق الشوارع بمياه الأمطار فضلا عن منعه الى دخول المعدات التي تلزم البلديات لإتمام الأعطال وعمل اصلاحات للحد من هذه الأزمة .


ان الاحتلال وسياساته المدروسة في تدمير قطاع غزة وجعله مكان لا يصلح للعيش وتشكيل ضغط كبيرة على الموطنين حتى يشكلوا الضغط الأكبر على حكومة حركة حماس التي تدير القطاع، وتلك التصرفات ليست بعيدة عن الاحتلال الظالم الذي يُعنى بالحاق الضرر الواسع في غزة وجعل سكانها يذوقون القهر ويتجرعون أساه .
هذه الحالة الذي يشهدها القطاع المحاصر تستدعي الدخل العاجل من المؤسسات الحقوقية والدولية من أجل الاسراع في عملية الاعمار لقطاع غزة، سواء للبيوت المدمرة التي لا يلقى ساكنيها مأوى لهم أو للمنشآت التي يعيش على زرقها أصحابها أو للبنية التحتية التي تعيق حركة المواطنين وتشكل خطر كبير على حياة الأطفال منهم.


تشعر بمعنى الألم الحقيقي عندما تنظر لأطفال المدارس وهم يخرجون من مدارسهم من أجل الذهاب لبيوتهم تجدهم غارقون في المياه التي غمرت الشوارع ما يعود على صحتهم بالضرر الكبير والأمراض، هذه الصورة دفعت بوزارة التريبة والتعليم في غزة الى تعطيل الدوام اليوم بسبب سوء الأحوال الجوية وحفاظاً على الطلبة وحياتهم في الوقت الذي مات فيه أطفالاً في السنوات السابقة نتيجة مرورهم بحفر امتصاص المياه ولم يرونها ما أدى لوقوعهم فيها ووفاتهم.


ان استمرار التباطؤ في عملية اعادة الاعمار في غزة يؤدي الى خلق مزيدٍ من المعاناة لدى السكان كما أن المطلوب من الحكومة في غزة من التحرك العاجل لإتمام هذا الملف وتقديم الدعم والاسناد للسكان المدنيين منعاً لحدوث الكوارث واستمرار التعطل في كافة القطاعات الخدماتية والتي كان آخرها اليوم تعطل العملية التعليمية ووقوف المدارس عن العمل بسبب حرص الوزارة على الطلاب ومنعاً من غرقهم.