الأسرى وذويهم في خندقٍ واحد في انتظار "الحرية العاجلة"

الأسرى وذويهم في خندقٍ واحد في انتظار "الحرية العاجلة"

2022/01/22 الساعة 03:58 م
تدويل-قضية-الأسرى-الفلسطينيون-طليعة-الكفاح-المسلح_mini

خاص / اليوم الإخباري
يعاني الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي أشد المعاناة تحديداً في فصل الشتاء والبرد الشديد الذي يجعلهم يتألمون في كل حين، حيث أن ادارة مصلحة السجون لا يمكن لها أن توفر الأجواء المطلوب أن تتوفر للأسرى بل يعبرون عدم راحتهم جزء من العذاب الذي يجب أن يشعر به الأسرى المعتقلين في السجون .


تقيد الحريات أبشع أنو العذاب الذي من الممكن أن يتعرض لها الانسان، يمكن التغلب على الام الجسد ويمكنه التعامل مع الاوجاع البدنية التي يمكن أن تعترضه في حياته، لكنه لا يمكن أن يُصلح الصراع النفسي والذاتي والحرب النفسية التي تتغلب عليه بسبب تعامل الاحتلال بأساليب بشعة مع الأسرى داخل سجون الظلم .


اليوم في ظل ما يمارسه الاحتلال الاسرائيلي من جرائم بحق الأسرى والاقتحامات المتتالية لهم وعمليات الضرب المستمرة كلها تجعلنا نتساءل الكثير حول مصير أبنائنا الأسرى داخل سجون الاحتلال والى أي مدى ممكن أن تبقى قضيتهم عالقة دون تحريك الملف سيما ووجود أسرى كبار في السن وأطفال ونساء فضلاً عن الأسرى المرضى الذين يعانون الويلات وأسد أنواع الاهمال الطبي المقدم لهم من قبل مصلحة السجون.


الجدير بالذكر أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية شهر كانون الثاني 2021 نحو (4500) أسير، منهم (37) أسيرة؛ فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال نحو (140) طفلاً، وعدد المعتقلين الإداريين إلى نحو (450) معتقلاً؛ وبلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري الصادرة (105) أمر اعتقال إداري، بينها (30) أمرًا جديدًا، و(75) تمديدًا.


هذه الاحصائيات التي تتزايد في كل يوم نظراً لاستمرار الاحتلال الظالم بعمليات الاختطاف للشباب في الضفة الغربية والقدس لمن هم مطلوبين من وجهة نظرهم تستدعي من القيادة الفلسطينية ، دون أن نسمي أحد منهم، والوقوف بجدّة تامة من أجل انهاء ملف الأسرى وصولاُ الى تبييض سجون الاحتلال من الأسرى الفلسطينيين، حيث أن كل أسير لديه أسرة تنتظر عودته على أحر من الجمر فضلا عن أنهم يعيشون في كل يوم الحزن والبؤس الناتج عن ذكريات تربطهم به.


الأقدر على ادارة ملف الأسرى هم من يملكون الورقة الرابحة فيه، وتعتبر حركة حماس التي تدير قطاع غزة هي الأقدر على ادارة هذا الملف لماذا؟ لأن حركة حماس لديها أسرى اسرائيليين في أيديها تم أسرهم في حروب شنها الاحتلال الاسرائيلي على غزة وتم وقوع الأسرى الصهاينة في قبضة أيدي المقاومة الفلسطينية من أجل اجبار الاحتلال على تحرير عدد كبير من الأسرى في السجون الاسرائيلية .


وتدير "كتاب القسام" الذراع العسكري لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" هذا الملف بسرية تامة حيث أنهم المسؤولون عن الاحتفاظ بالأسرى في غزة واخفاء أي معالم عن أماكن وجودهم من خلال "وحدة الظل" رغم محاولات الاحتلال من خلال عملاءه على الأرض وقدراته الاستخباراتية للوصول اليهم لكنه عاجز حتى كاتبة هذا المقال عن الوصول الى أي معلومة تدلهم على أماكن تواجدهم.


وكانت حركة حماس قد أجبرت الاحتلال الاسرائيلي على الموافقة بإتمام صفقة "وفاء الأحرار" والتي أفرجت فيها عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط مقابل 1027 أسيرا فلسطيني من سجون الاحتلال في عام في 11 أكتوبر 2011 بوساطة مصرية، فيما تحاول الحركة وفي الوقت المناسب في المضي نحو صفقة جديد .


وتمتلك حركة حماس في جعبتها كنز ثمين لإتمام صفقة تبادل أسرى كبيرة، تتمثل في أربعة إسرائيليين موجودين داخل قطاع غزة، بينهم الجنديان شاؤول أرون وهدار غولدين، اللذان أُسرا في العملية العسكرية عام 2014، ويدعي الاحتلال أنهما قتلا، في حين لم تفصح الحركة عن أي معلومات بشأنهما، والآخران هما هشام السيد وأفيراهم منغستو، وتفيد إسرائيل ومنظمة العفو الدولية بأنهما مدنيان، فيما يوضح ذووهما أنهما جنديان سُرّحا من الجيش، ولم تدل حماس بأي معلومات بشأنهما.


تلك المعاناة المتبادلة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيين وذويهم كل يوم يجب أن تنتهي في أقرب وقت، ويجب على حركة حماس أن تمضي قدماً نجو اتمام الصفقة وانجاحها دون تردد من أجل الحفاظ على صحة الأسرى وذويهم الذين ينتظرون عودتهم كل لحظة، ومن أجل تسجيل انتصاراً جديداً يُكتب في صفحات تاريخ الصراع مع المحتل الغاصب الذي احتل ارضنا ويستبيح مقدساتها .