الأسير "أبو حميد" يواجه السرطان الجسدي وسرطان الاحتلال في آنٍ واحد

الأسير "أبو حميد" يواجه السرطان الجسدي وسرطان الاحتلال في آنٍ واحد

2022/01/25 الساعة 03:53 م
الأسير "أبو حميد" يواجه السرطان الجسدي وسرطان الاحتلال في آنٍ واحد

خاص/ اليوم الإخباري

تستمر معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي والظلم الذي يعيشونه في كل لحظة ووقت نتيجة وقوعهم تحت أيدي من لا يرحمون ولا يعرفون للإنسانية طريق، ولا يميزون بين الأسير السليم والمريض أو الكبير منهم والصغير ، فالكل في نظرهم مجرم وقاتل ومعادٍ لصهيونيتهم لكنهم لا يعلمون أنهم هم المجرمون المحتلين لأرضنا وبلادنا.

ويتعرض الأسرى الفلسطينيون خلف القضبان الى أشد أنواع التعذيب من قبل المحتلين ويوقعون عليهم أقسى العقوبات والتنكيل بهم بين الحين والآخر مفرض محكوميات عالية جداً تجعلهم يعيشون الحرب النفسية الدائمة لهم، فضلا عن وجود عدد كبير من الموقوفين دون اصدار حكم بحقهم، كم أن عدد لا بأس به يتعرض للاعتقال الاداري دون أي تهمة حقيقة موجهة لهم.

في حادثة ليس بالغريب من سماعها، أعلن نادي الأسير الفلسطيني أن تدهوراً خطيراً طرأ على الوضع الصحي للأسير ناصر أبو حميد، حيث نُقل على إثره لمستشفى "برزلاي" الإسرائيلي جراء ارتفاع شديد في درجة حرارته، وأضاف نادي الأسير أن أبو حميد يعاني من التهاب رئوي حاد وأنه موصول بأجهزة التنفس الاصطناعي وأن ما يمر به ينذر بخطورة كبيرة على حياته.

ويعْمد الاحتلال الاسرائيلي بأفعاله على تصفية الأسير ناصر وبقية الأسرى المرضى من خلال الإهمال الطبي والتلكؤ في علاجهم بل وتشديد العقوبات عليهم دون المبالاة الى وضعهم وحياتهم.

ناصر أبو حميد صاحب ال49 عاماً من مخيم الأمعري بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد 7 مرات، و50 عاماً إضافية حكم (مدى الحياة)، بتهمة مقاومة الاحتلال والمشاركة في تأسيس "كتائب شهداء الأقصى" الذراع العسكري لحركة فتح.

يعلم الاحتلال الاسرائيلي وادارة مصلحة السجون الظالمة أن الأسير ناصر يعاني من مرض السرطان لكنهم لا يلقون بالاً لهذا ويتعاملون مع الأمر بمنتهى الخفة وعدم الاهتمام وهذا ما يزيدنا قهراً على حياة هؤلاء الأسرى ، حيث يتعرض الأسير لارتفاع شديد في درجة حرارته عقب تلقيه إحدى جرعات العلاج الكيماوي الخاصة بمرض السرطان إلا أن السجّان لم يحرك ساكناً حتى تدهورت صحته ودخل في غيبوبة.

ليس هذا الوضع مقصراً على حالة الأسير ابو حميد بعينه بل يتعدّاه للأعداد الكبيرة من أسرى داخل السجون الاسرائيلية الذين يعانون الأمراض والمزمنة التي لا تنتهي بالعلاج، الوضع الذي نراه عبر الاخبار لا يسرنا بل يستعدي تدخل عاجل من المؤسسات الحقوقية والمعنية من أجل إنقاذ حياة أسير مريض بالسرطان وغيره من الأسرى الكبار الذين يعانون الويلات في كل لحظة يمرون بها في حياتهم اللاحياة .

حياة الأسرى ليست رخيصة، الأسرى هم من ضحون بحياتهم وشبابهم وذويهم وأحبابهم وبكل ما يملكون فداءً للوطن وابتغاء تحريره من دنس الاحتلال الذي يعيث في أرضنا فساداً ويحاول أن يغير ملامحها لصالحه لكنه حتماً فشل وسيفشل، جميع الفصائل الفلسطينية الان مطالبة للتحرك من أجل انقاذ حياة الأسير ابو حميد وغير من الأسرى قبل فوات الأوان حفاظاً على التصعيدات المحتملة في حال تعرض الأسير وحياته للخطر.