قد تتغير الأوضاع السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية او الثقافية في أي لحظة وتكون عواقبها أقل ضراراً على الإنسان طالما الأمر لا يتعلق بصحته، لكن حينما تضحى الأوضاع الصحية في غير مأمنٍ لسكان غزة فالأمر أخطر مما نتوقع لأن هذا مرهون اما بحياة أو موت.
مرضى الفشل الكلوي الذين يتعالجون بغسيل الكلى في قطاع غزة يعيشوا فصولاً صعبة في رحلة علاجهم اليومية او الاسبوعية بسبب نقص الأدوية والعلاج والعناية الطبية اللازمة للتخفيف من آلامهم وأوجاعهم .
وضمن الجهود المبذولة من اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة تم تخصيص جزء من الدعم المقدم لغزة دعماً لأصحاب ذلك المرض، حيث افتتح رئيس اللجنة القطرية السفير محمد العمادي، مركز نورة بنت راشد بن محمد الكعبي لغسيل الكلى في شمال قطاع غزة.
مركز غسيل الكلى، الذي أقيم في محافظة شمال قطاع غزة مقابل المستشفى الاندونيسي، مكون من ثلاثة طوابق، ويشمل نحو 36 كرسيا وجهازا لغسيل الكلى، بتكلفة إجمالية بلغت 1.7 مليون دولار، بتبرع كريم من السفير شريدة سعد جبران الكعبي، في ثواب حرمه المرحومة نورة بنت راشد بن محمد الكعبي، والذي يقدم خدماته لما يزيد عن 180 مريضاً.
وتأتي تلك المشاريع في اطار الدعم المستمر من دولة قطر الشقيقة للشعب الفلسطيني الذي عانى ولا زال يعاني من ويلات الحروب والكوارث التي لحقت به نتيجة الاحتلال الاسرائيلي على أراضينا الفلسطينية وحصاره الغاشم، وللارتقاء بالقطاع الصحي وتطويره قد المستطاع.
تلك هي مشاريع تبعث الأمل فينا وتجدد معاني الحب والاخاء للدول المانحة والمساعدة للفلسطينيين، ولولا تلك المشاريع علينا لكان الأمر أصعب مما تتصوّره عقولنا ولكان الوضع المعيشي والخدماتي كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
لكن يصعب عليك عندما ترى شخصا يعاني فشل كلوي في ظل تواضع الخدمة المقدمة له في قطاع غزة، قد يواجهك شخص يذهب للمستشفى ثلاث مرات أسبوعياً يعاني الويلات في كل مرة يخضع للعلاج، ناهيك عن معاناة أهله وتفكريهم به ووجعهم النتائج عن احساسهم به.
ختاماً،، نتمنى أن تبقى تلك المشاريع الداعمة للقطاع الصحي وأن تزيد بما يلبي لسكان غزة حقهم في الحصول على الخدمات الصحية الأساسية ، حيث يعتبر قطاع الصحة من أهم القطاعات التي يجب الاهتمام بها وتطويرها لضمان استمرارية تقديم الخدمة بشكل أفضل.