خاص / اليوم الإخباري
تمر الأيام وتمضي دون الشعور بالإنجاز في ملف الاعمار الذي تعهدت به العديد من الجهات التي تقدم الدعم لسكان قطاع غزة بعد العدوان الاسرائيلي على القطاع العام الماضي، رغم دخول فصل الشتاء علينا دون وجود انجاز في هذا الملف، رغم بدء العمل في هذا الملف في بعض المنشآت لكن تبقى العديد من العائلات مشردة وليس لها مأوى، وان وجدت فهي غير قادرة على دفع الايجار مقابل مكوثهم في أماكنهم المؤقتة.
فصل الشتاء فصل مليء بالأمطار في بلادنا يتخلله الأجواء البادرة للغاية والمنخفضات الجوية التي لم تتوقف في سماء بلادي، الأمر الذي يتطلب الاهتمام الشديد من قبل الجهات المعنية والمختصة في توفير الأجواء الازمة التي من شأنها التخفيف عن الموطن من حيث توفير بيئة مناسبة ومتابعة البنية التحتية التي تجنبنها الغرق واغلاق الطرقات الرئيسية التي تعيق حركة السير.
ان من أبرز التداعيات السلبية للعدوان الأخير على غزة في مايو من العام الماضي هو استهداف غرق الطرقات الرئيسية وذلك بسبب قيام الاحتلال الاسرائيلي باستهداف الشوارع العامة بالأحزمة النارية التي كان يطلقها مدعياً أنه يستهدف الأنفاق الأمر الذي ألقى بظلاله على البنية التحتية وشبكات الصرف الصحي التي طالما تسير في الشوارع تجدها معطلة عن العمل بل وتشكل أزمات كبيرة في عدم مقدرتها على امتصاص المياه ما يؤدي للغرق الشديد.
وتعرضت الكثير من المشات الى الدمار الكامل والجزئي حيث تسبب القصف الجوي الإسرائيلي لغزة في استشهاد 243 فلسطينيا بينهم 66 طفلا وإصابة أكثر من 1900 مواطن ، كما تسبب قصف غزة بأضرار بنحو 40 مليون دولار للمصانع والمنطقة الصناعية للقطاع ومنشآت صناعية أخرى، بالإضافة إلى أضرار بلغت 22 مليون دولار لقطاع الطاقة كما قدرت وزارة الزراعة في غزة الأضرار بنحو 27 مليون دولار شملت الأراضي الزراعية.
أضرار في البنية التحتية
لكن المهم هنا كمية الخسائر الفادحة في البنية التحتية بقطاع غزة حيث تضررت شبكات الصرف الصحي وإمدادات المياه تحت الأرض بشكل كبير وواسع النطاق، نتيجة الاستهداف المباشر، وأوضحت الحكومة أن 75 مقرا حكوميا ومنشأة عامة تعرضت للقصف الإسرائيلي تنوعت ما بين مرافق خدماتية، ومقار أمنية وشرطية، وتضرر 490 منشأة زراعية من مزارع حيوانية، وحمامات زراعية، وآبار، وشبكات ري.
وقصف جيش الاحتلال أكثر من 300 منشأة اقتصادية وتجارية وصناعية، وهدم 7 مصانع بشكل كامل، وألحق أضرار بأكثر من 60 مرفقاً سياحياً فضلا عن تضرر 31 محوّلا للكهرباء في غزة، بفعل هجمات الاحتلال الإسرائيلي .
ويعاني قطاع غزة من عدة أزمات أهمها مشكلة الكهرباء التي تصل في الوقت الحالي الى 4 ساعات وصل مقابل 16 ساعة قطع الأمر الذي يُثقل كاهل المواطنين ويجعلهم غير قادرين على الحصول على الدفء المطلوب في فصل الشتاء، فضلاً عن انتظار أصحاب البيوت المدمرة عملية الاعمار من أجل العودة الى مساكنهم الآمنة التي أفقدهم اياها الاحتلال الغاشم. المطالبة أصبحت واجبة من الجميع وعلى كافة المسؤولين المعنيين من أجل اتمام هذا الملف الهام في الوقت الحالي بالذات من أجل توفير مساكن آمنة يحفها الدفء والاستقرار المفقود منذ سنوات فضلا عن مساعدة رب الأسرة المشردة من دفع الايجار مقابل حصوله على المسكن المؤقت، لذا الحل يجب أن يكون عاجلاً دون تراجع حفاظا على حياة المواطنين.