"الهجرة" الملاذ الوحيد لجيل الشباب للهروب من الواقع المرير

"الهجرة" الملاذ الوحيد لجيل الشباب للهروب من الواقع المرير

2022/02/01 الساعة 11:12 ص
89af26bbea3efe000ad9b76202ea3500

خاص / اليوم الإخباري

حين تقرر الأمة أن تنهض تُركز جُل اهتمامها واعتمادها على الشباب الذين هم عماد الأوطان وبسواعدهم تبنى الآمال التي تعيد للأمة أمجادها ونصرها، لكن في بلدي الأمر مختلف حيث أن هذه الفئة تعتبر الأكثر تهميشاً بسبب عدم حصولهم على الفرص التي يستحقونها في مرحلة عطائهم الأمر الذي جعلهم يتجهون الى أفكار الهجرة التي لا تقدم لهم أي فائدة كما يتوقعون.

ترعرع جيل كامل من الشباب على أنقاض الوحدة الوطنية التي تهدمت وأسست لمرحلة مجهولة الهوية والتي لازلنا نعاني من سلبياتها الى يومنا هذا، حيث كبُر الشباب وأمامهم شاشة الانقسام الفلسطيني الذي دسّه الاحتلال مثل السم بين فصائل العمل الوطني والمقاوم فضلا عن ملاقاتهم للحصار الاسرائيلي الذي ألقى بظلاله على الكثير من المشاريع والمنشآت الاقتصادية التي تم اغلاقها نتيجة التضييق والحصار.

حينما يستيقظ الشاب الفلسطيني في غزة ويجد أن الكهرباء مشكلة أزلية ولا زالت لم تُحل الى يومنا هذا، وحينما يجوب الطرقات وتقديم طلب عمل للمؤسسات الحزبية وغير الحزبية ولم يتم قبول طلبه، وحينما يحاول أن يفتح مشروعاً صغيراً من أجل توفير مصروف جيبه على أمل بناء مستقبلا ولو كان حلمه بسيط ويجب التضييق من الجميع على مشروع، كلها أسباب تجعل خيار الهجرة ليس له ثانٍ، حيث ضيق العيش وصعوبة الحياة تجعل الأمور أكثر تعقيداً دون الشعور بالإنجاز ولو كان محدوداً.

ففي نهاية العام الماضي ابتلع البحر ثلاث جثث فلسطينيين قبالة سواحل اليونان – تركيا حينما انقلب بهم المركب البحري الذي كان يحمل العشرات من المهاجرين الباحثين عن فرص عمل خارج بلادهم حيث أعلنت السفارة الفلسطينية في تركيا عن فقدانهم فيما نجا من يستطيع منهم السباحة لحين تدخل فرق الانقاذ.

رحلةً كانوا يعلمون أنها محفوفة بالمخاطر لكن ضنك العيش وصعوبة الحياة دفعت بهم المخاطرة بحياتهم من اجل الحصول على حياة كريمة تحقق لهم مبتغاهم وأهدافهم التي طالما سعوا الى تحقيقها في بلادنا لكن الوضع الاقتصادي ومأساوية الظروف المعيشية وقفت حاجزاً أمامهم على مدار أعوام كثيرة .

لقمة العيش التي يحلم فيها كل شابٍ لم يجد له فرصة للعمل في وطنه المسلوب، لكل شاب وجد نفسه يكبر كل يومٍ دون تحقيق أي انجاز في حياته ، لكل مهاجر وجد في نفسه طاقة بدأت تتلاشى مع مرور الوقت بسبب تفكيره الذي سلب طاقته، حيث العمر يمضي قدماً وزهرة شبابه تذبل أمام عينيه دون السيطرة عليها لتبقى منيرة حيث وجدوا طريق الهجرة السبيل الوحيد للخروج من عنق الزجاجة التي من الممكن أن تحقق لهم مبتغاهم في عيش الحياة الكريمة التي نسمع عنها ولا نراها.

رغم خطر الغرق والموت الذي يلاقي مصير كل من يقدِم على الهجرة الا أن الشباب في فلسطين تحديداً في قطاع غزة يتّجهون الى خوض البحر واعتباره طريقهم الوحيد وطوق النجاة الذي ينجّيهم من صعوبة الحياة هنا، باحثين عن حياة أفضل من السنوات التي قضوها بين الحصار والأزمات التي لا حلول لها والانقسام الفلسطيني والعديد من الحروب التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي على غزة من أجل الحصول على حياة كريمة ترقى بهم وتحقق آمالهم وطموحاتهم التي يرجونها دوماً في وطنهم الذي لم يساعدهم على تحقيقها رغماً عنه بسبب أطماع الطامعين !