خاص / اليوم الإخباري
ينتظر الفلسطينيون تحقيق الانجاز الأكبر فيما يتعلق بإتمام صفقة تبادل جديدة تمكن فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من تحقيق انتصاراً كبيراً يُسجل في سجلات الانتصارات في الصراع الدائر ينهم كمدافعين عن القضية الفلسطينية وعن أراضيهم المحتلة وبين الاحتلال الاسرائيلي الذي يحاول اثبات أحقيته بهذه الأرض التي احتلها وسلبها منّا.
على الرغم من أن الاحتلال الاسرائيلي يحتفظ بحق الرد على الانتصار الكبير الذي حققته فصائل المقاومة الفلسطينية في صفقة وفاء الأحرار عام التي سجلت تحرير 1027 أسيرا فلسطيني من سجون الاحتلال في 11 أكتوبر 2011 بوساطة مصرية مقابل الافراج عن الأسير الاسرائيلي المحتجز لدى فصائل المقاومة في غزة جلعاد شاليط الذي تم الافراج عنه في هذه الصفقة، رغم محاولة الاحتلال في الخروج بأقل الخسائر من هذه الصفقة الا أنه باء بالفشل الذريع وتحققت شروط المقاومة آنذاك.
الاحتلال يحاول ألا تتكرر مثل هذه الصفقة التي تعتبر صفقة خاسرة بالنسبة له بسبب اخراج عدد كبير من الأسرى القابعين خلف قضبانه الظالمة، حيث يحاول الى يومنا هذا التضييق على الأسرى الذي تم الافراج عليهم في صفقة وفاء الأحرار اضافة الى اعادة اعتقال جزء منهم ومحاكمتهم دون اثبات تهمة عليهم.
وحسب أحدث الاحصائيات بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية شهر كانون الثاني 2021 نحو (4500) أسير، منهم (37) أسيرة؛ فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال نحو (140) طفلاً، وعدد المعتقلين الإداريين إلى نحو (450) معتقلاً؛ وبلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري الصادرة (105) أمر اعتقال إداري، بينها (30) أمرًا جديدًا، و(75) تمديدًا.
اليوم من الواجب على فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الاسراع في اتمام صفقة تبادل جديدة حيث أنها تمتلك كنز ثمين بإمكانها تحقيق انتصاراً أكير مما حققته في وفاء الأحرار، لكن هناك بعض الشروط الصعبة التي تمنع الاحتلال التعاطي مع أي صفقة جديدة حيث تشترط فصائل المقاومة وعلى رأسها حركة حماس بوجود بعض الأسماء الذين يُصنفهم الاحتلال الاسرائيلي ضمن VIP وهو أشخاص عليهم قضايا قتل اسرائيليين في الوقت الذي تضعهم فصائل المقاومة على رأس الصفقة من أجل اكمالها.
رغم وجود العديد من المفاوضات والاجتماعات السرية بين الاطراف المعنيّة لكن الى الآن لا يوجد علامات لاتفاق نهائي ونتائج واضحة منهما، حيث أن حركة حماس بقيادة الجناح العسكري لها "كتائب القسام" تدير الملف بطريقة معقدة على المستويات الاستخبارية والأمنية والسياسية، وسط جهد كبير من الاحتلال وقيادته لإبطال مفعول المفاوضات غير المباشرة.
من أقسى الضربات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية وأهم الملفات التي يتم ادارتها بصعوبة كبيرة بين الاحتلال الاسرائيلي هو ملف الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، حيث تحاول فصائل المقاومة الوصول الى امكانية لتحرير الاسرى دون جدوى من الاحتلال، حيث يعاني الأسرى معاناة جمّة ازاء ما يتعرضون له في داخل السجون من قهر وظلم واذلال من قبل السجانين وعزل انفرادي ما الحق بهم كافة الأمراض التي من الممكن أن تصيب جسد الانسان في نفسه وعقله وفكره وعافيته.
كلما مضى الوقت كلما ازدادت الأمر تعسيراً، وكلما مضى الوقت كلما زادت الأمور تعقيداً من أجل اتمام صفقة تبادل جديدة، اليوم الفصائل الفلسطينية تمتلك ورقة رابحة وقوية في ادارة ملف الأسرى، حيث أهالي الأسرى الاسرائيليين يضغطون كل يومٍ على الاحتلال وقيادته من أجل الافراج عن أبنائهم في المأسورين في غزة، في المقابل أهالي الأسرى الفلسطينيين ينتظرون أبناءهم منذ سنوات طويلة من أجل حريتهم وحياتهم، علها تكون الفرصة الأمثل في وقتنا الحالي للإفراج على الأسرى في صفقة تبادل تساهم في بث الأمل من جديد في نفوس الأسرى داخل سجون الاحتلال.