خاص/ اليوم الإخباري
ليس من الغريب أن تكون الدول العربية السند الوفي لإخوانهم في فلسطين المحتلة حينما يحاولون مراراً أن يوفوا بوعودهم التي وعدوها في اعادة اعمار قطاع غزة بعدما دمر الاحتلال الاسرائيلي العديد من البيوت والمكاتب والمراكز الاجتماعية والمدارس والمنشآت الصناعية وغيرها نتيجة الاعتداءات المستمرة على سكانه بشكل مباشر بهدف اضعاف حركة "حماس"، التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007 الى يومنا هذا، للضغط عليهم واضعافهم بصورةٍ مباشرة وغير مباشرة.
يظهر جلياً الموقف العربي الأصيل في أبهى صوره حينما يتم تقديم الدعم لسكان قطاع غزة في محاولة منهم التخفيف عليهم من الأزمات والمحن التي يواجهونها في الوقت الذي يمارس الاحتلال الظالم أبشع صور التنكيل في غزة بفرضه الحصار الدامي الذي ألقى بظلاله على الكثير من القطاعات ما أدى الى مفاقمة الأزمة وتدهور الوضع الاقتصادي فيها.
اللجنة المصرية لإعادة الاعمال في غزة تأسست كـنتاج بعد العدوان الأخير على القطاع المحاصر ضمن التعهدات التي قدمتها جمهورية مصر العربية - الراعي الأول في مفاوضات وقف اطلاق النار بين الاحتلال وفصائل المقاومة – من أجل اعادة اعمار القطاع من خلال تقديم عدّة مشاريع من شأنها اصلاح ما دمره الاحتلال وتعويض المواطنين الخسائر التي لحقت بهم نتيجة عدوان غاشم أودى بمساكنهم ومصالحهم وقلب حياتهم رأساً على عقب.
حيث تم تقسيم عملية الاعمار الى عدة مراحل كان أولها البدء بإزالة ركام العدوان الإسرائيلي المدمّر على قطاع غزة في مايو/أيار الماضي كخطوة تمهيدية للبدء بالإعمار، حيث تم الانتهاء منها ومباشرة تنفيذ الخطوة الثانية من المشروع وهي اقامة مجمعات سكنية وكباري وتطوير الواجهة البحرية (الكورنيش).
المشاريع الستة تتمثّل في إقامة كُبري في منطقة الشجاعية شرقي غزة، وكُبري في منطقة السرايا وسط القطاع، وتطوير الواجهة البحرية (الكورنيش) شمالي القطاع، وإقامة 3 مدن سكنية في شمالي القطاع ووسطه، الأولى ستكون في منطقة الزهراء وستحمل اسم (دار مصر 1)، أما الثانية في جباليا وستحمل اسم (دار مصر 2)، والثالثة في بيت لاهيا وستحمل اسم (دار مصر 3)، وقد تمّ بدء التسوية والحفر وتجهيز الأرض في بيت لاهيا، أمّا المدينتين الأخريين أعدّوا التصميمات لها، أما المشاريع الخاصة بكباري غزة الجديد تم أخذ المساحات لها ويعمل الاستشاريين حاليًا في هذا الإطار .
ليس فقط تلك المشاريع هي مشاريع على الأرض ضمن دعم مخصص فحسب، بل تتعدّى لأن تكون مصدر رزق للعديد من المقاولين والعمال وشركات التصنيع الخاصة بالبناء في غزة وهنا تكمن أهمية تلك المشاريع التي تعتمد على أيدي عاملة كثيرة وتساهم في خلق فرص عمل لطبقة فقدت عملها بسبب الحصار الاسرائيلي على غزة منذ سنوات، وهنا تكمن أهمية تلك المشاريع التي تباركها غزة حكومةً وشعباً ويقدمون الشكر والعرفان للدول المانحة منها مصر والامارات وقطر وغيرهم.
انه الدعم الذي يستحق الثناء، الدعم الذي يفتح الأفق أمام عمّالاً أصبحوا في عداد البطالة بسبب عدم توفر فرص عمل لهم فضلا عن انعاش الاقتصاد الغزي ولو بالقليل من أجل تشغيل العديد من الشركات والمنشآت والتجارات التي تلزم لإتمام تلك المباني والمشاريع المتفق عليها، هذا هو الدعم المطلوب وهذه هي الدول التي تسحق كلمة " شكراً" على وقوفها الدائم مع القضية الفلسطينية ومع تضحيات الشعب الفلسطيني في مواجهة الفايروس الحقيقي على الأرض، دعماً لصموده من أجل مواصلة الطريق في دحر الاحتلال عن كل شبر من فلسطين.