خاص/ اليوم الإخباري
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا" أنها بدأت بعملية إعادة إعمار المنازل المدمرة والمتضررة للاجئين في قطاع غزة المحاصر، الذين تم استهداف منازلهم خلال العملية الإسرائيلية الأخيرة في مايو/ أيار الماضي والتي خلفت الدمار الذي لحق بالمواطنين من فقدان لمنازلهم ومصالح أعمالهم، الأمر الذي جعل الأمل يدب من جديد في نفوس الغزيين بعدما فقدوه نتيجة تأخر عملية الاعمار.
هذا الملف هو من أحد أهم الملفات الأساسية التي كانت ولازالت قائمة عليها التهدئة بين الاحتلال الاسرائيلي والفصائل الفلسطينية حسب ما قدمته مصر الشقيقة كضمان لوقف اطلاق النار بين الطرفين واستمرار التهدئة بينهم بعد العدوان الأخير على غزة، وتزداد أهميته كونه بساهم في حل مشاكل الكثير من العائلات التي تشردت من منازلهم لفقدهم استقرارهم.
وتقدّر قيمة العجر المالي حالياً لدى الأونروا بـ 20 مليون دولار، وذلك لسد النقص والتعامل مع العوائل المدمرة والمتضررة منازلها، لكن الأولوية في ملف الإعمار ستكون لـ 1200 عائلة تعرضت لهدم كلي وضرر بليغ، في حين أن هناك 7 آلاف عائلة أخرى تعرضت منازلها لأضرار جزئية، سيتم لاحقًا التعامل معها وتقديم المساعدات لها في حال تم توفير الدعم الكامل اللازم لإتمام عملية الإعمار.
لا بد من الاهتمام الكبير من أجل انجاز هذا الملف الذي يعتبر أساسي في ترسيخ معاني التهدئة بالإضافة الى أنه يخفف من حدة التصعيد الدائر بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال، حيث أن التعطل في هذا الملف لا يمكن أن تجعل الأمر تسير كما هي في الاتجاه الصحيح بل يزيد الأمر تعقيداً بسبب عدم تطبيق ما تم الاتفاق عليه، وهذا يضر بمصلحة المواطنين في غزة الذي باتوا لا يتمنون لقاء العدو بسبب جبروته وتجنباً لكمية الخسائر البشرية والمادية التي يتلقوها بعد كل عدوان على القطاع.
وتسير أعمال الاعمار بشكل بطئ نتيجة عدة معيقات تواجه الملف في الوقت الذي تسير فيه عملية الاعمار للمنازل المهدمة جزئياً بشكل جيد لكن الاعمار للمنازل المدمرة كلياً يوجد صعوبة وتعمل الجهات الحكومية المختصة مع الجهات الداعمة لتذليل كافة العقبات من أجل اتمام الملف رغم الانتظار الكبير الذي طال على أصحاب البيوت المدمرة والمعاناة التي يواجهونها في ظل التراخي دون انهاء الملف.
الموطن الغزي يعيش كل يوم على أمل حل لقضيته التي بات الجميع يتاجر فيها من أجل تحقيق المصالح الشخصية، لم يعد قادر على أن يتحمل ما يمكن تحمله عن أي وقت مضى بسبب تردي الوضع المعيشي سيما في ظل استمرار الحصار الجائر الذي ألقى بظلاله على حياته، المواطن الان أكثر حاجة للهدوء الذي يحقق مطالبه في العيش بسلام، المواطن أكثر حاجة لكل دقيقة يعمل بها من أجل توفير قوت يومه لعائلته بدلاً من التعطل لأسباب الحروب.
الهدوء يخدم الجميع، حيث يخدم المواطن ويمكنه من العيش في استقرارٍ حتى وان كان نسبي لكنه يستطيع البحث عن فرص العمل ولو بالأجور القليلة أفضل من مد يده لتلبية احتياجاتهم، كما أنه يخدم الفصائل الفلسطينية في عمليات التطوير والتقدم على المستوى العسكري في مواجهة المحتل والسياسي للوصول الى تفاهمات من شأنها ضمان تثبيت التهدئة التي تساعد على تخفيف الحصار، أيضا يخدم المتضررين من الحروب الذين باتوا مشردين الى الان محاولين بناء ما دمره الاحتلال، فالمصلحة تشاركية والهدوء يخدمنا جميعاً نتمنى أن تستمر المساعي في ارساء هدنة طويلة الأمد من أجل اعادة البناء.