خاص / اليوم الاخباري
تتوالى الأزمات على قطاع غزة والتي تنعكس سلباً على حياة المواطن الغزي الذي يعاني من صعوبة كبيرة في الوضع المعيشي نتيجة الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع، ونتيجة الضغط الممارس من قبل الاحتلال الاسرائيلي في تشديد الحصار والتحكم في كل ما يدخل لغزة الأمر الذي يزيد الحياة صعوبة علينا.
المواطن البسيط الذي يعيش على ما يجنيه من عمله اليومي بعائد مادي متواضع للغاية لا يمكنه أن يوفر كامل احتياجاته الأساسية لعائلته نتيجة محدودية الدخل وتدنيه على المستوى العام للعمال في غزة، حيث تشهد غزة المحاصرة ارتفاعاً ملحوظاً في ارتفاع أسعار المواد التموينية الأساسية التي تعتبر أساس غذاء الأسرة الفلسطينية التي تعتمد على الطحين والأرز والعدس وزيت الطهي وغيرها من السلع التي أثارت حالة غضب بين صفوف الموطنين معترضين على ارتفاع الاسعار ومطالبين الحكومة بغزة من التدخل في مراقبة ارتفاع الاسعار والوقوف مع المواطن .
ويعود سبب ارتفاع الأسعار في غزة الى الحرب الروسية الأوكرانية التي ألقت بظلالها على العالم بأسره والتي لا زالت دائرة بينهم الى يومنا هذا، حيث يشهد العالم ارتفاعاً في سعر القمح الذي يعتبر أحد أهم المواد الأساسية التي يعتمد عليها الانسان في حياته ، ويؤثر ارتقاع سعر القمح على سعر الخبز المصنوع منه والذي يشكل أزمة حقيقة للعالم التي تعتمد على الخبز في غذائها اليومي.
وتأتي روسيا في صدارة الدول المصدرة لمحصول القمح في العالم في 2020 -2022 بـ 37.3 مليون طن، وحلت الولايات المتحدة في المركز الثاني بـ 26.1 مليون طن، كما وصدرت نفس المقدار كندا التي تأتي في المركز الثالث، في حين تأتي فرنسا في المركز الرابع بـ 19.8 مليون طن، وفي المركز الخامس حلت أوكرانيا بـ 18.1 مليون طن، والمركز السادس كان من نصيب أستراليا بـ 10.4 مليون طن، فيما حلت الأرجنتين في المركز السابع بـ 10.2 مليون طن.
اذ أن روسيا وأوكرانيا تعتبران من أكبر الدول التي تصدر القمح في العالم الأمر الذي انعكس سلباً على وفرة المحصول في بعض الدول، الأمر الذي جعل الكثير من الخبراء التخوّف من ارتفاع أسعاره مقتربة من المستويات القياسية التي سجلتها في عام 2008 .
غزة لم تعُد تحتمل أكثر مما يعيشه الموطن من ظروفٍ معقدة ، حيث أن الحصار الاسرائيلي المفروض علينا تسبب في انتكاسة كبيرة جداً للسكان وأحكم حلقاته على الكثير من الصناعات والمنتجات التي من شأنها النهوض بالقطاع، حيث يعتمد المواطنون في طعامهم على الاحتياجات الأساسية التي تلبي رغباتهم المتواضعة ليس أكثر ودون الرفاهية.
ردود الفعل مساوية لآلام العيش والغضب المنتشر مقابل صعوبة الوضع الاقتصادي الذي بات مصاحب للغزيين في ظل الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة، ولم يتوقف الغلاء عند هذا الحد بل تعداه لأن يطال الوقود وغاز الطهي وارتفاع أسعار مواد البناء والأخشاب وكافة السلع غير الطعام، لذا الأمر ينذر بالأخطر في حال استمر ارتفاع الاسعار وعدم مقدرة المواطن تلبية احتياجاته .