خاص / اليوم الاخباري
لا يمكن أن يتحمل الانسان من أي أحدٍ أن يتحكم في حريته لأن الانسان بطبعه حر ويرفض القيود ويعشق الحرية المطلقة وفق الضوابط التي يراها مناسبة له، فما بالنا لو أن هذه الحرية ممنوعة عن الانسان الفلسطيني والذي يمنعها هو طرف محتل ظالم جاء الى أرضنا من بلاد رفضته لجبروته، واستحلّها ويحاول التغيير في معالمها معقداً أنه سيطر عليها ليُثبت أحقيته بها، بل ويتحكم في المواطنين الأصليين ويستبيح حرماتهم ويصول ويجول دون رادع دولي يوقف جرائمه.
الاحتلال الاسرائيلي الذي دخل أرضنا محتلاً لها يتحكم في حرية أهلها بل ويتفنن في التضييق عليهم بكل وسائل القهر التي يمكنها من ايلام هذا الشعب الصابر، اليوم الاحتلال يحتجز ما يقارب 4400 أسير فلسطيني يقبعون داخل سجونه الظالمة ويمارس عليهم أشد أنواع التعذيب وتطبيق الاعتقال الاداري عليهم دون رأفة ورحمة منه .
لكن الوجه الأصعب والأشد في هذه القضية هو أن الأسرى الفلسطينيين يستمدون قوتهم وطاقاتهم وصبرهم من ذويهم الذين كانوا يزورنهم كل أسبوع وبشكل متتالي، لكن تلك الزيارات انقطعت كما انقطع شريان أساسي يمد الأسرى بالأمل والصبر منذ شهر مارس من عام 2020 وذلك بسبب جائحة كورونا التي على إثرها منع الاحتلال أهالي الأسرى سكان قطاع غزة من زيارة أبنائهم داخل سجون الاحتلال.
وحديثاً سمحت سلطات الاحتلال الاسرائيلي لأهالي الأسرى الفلسطينيين في غزة من زيادة أبنائهم القابعين خلف قضبان الاحتلال بعد منع من الزيارة دام لمدة عامين، حيث أوقفت سلطات الاحتلال برنامج زيارات أهالي الأسرى في ظل الإجراءات التي قالت آنذاك، إنها اتخذتها لمكافحة جائحة كورونا.
وبدوره قال يوسف اليازجي، مدير دائرة الإعلام في الصليب الأحمر، إن اللجنة تُسهّل زيارة حوالي 35 من أفراد عائلات فلسطينية، لـ21 معتقلا من غزة داخل السجون الإسرائيلية عبر حاجز بيت حانون شمال قطاع غزة، بصفتهم وسيطاً محايداً ومسؤولاً عن متابعة هذا الملف، موضحاً أن اللجنة الدولية تولي هذا البرنامج أهمية كبيرة لتفعيله واستمراره، على اعتبار أن اتصال الأهالي مع أنبائهم المحتجزين، هو شريان حياة أساسي لهم حيث سيتم السماح بتنظيم زيارات أهالي الأسرى في كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع حسب ما تم الاتفاق مع ادارة مصلحة السجون وسلطات الاحتلال.
ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية قرابة 4400، بينهم 400 معتقل من قطاع غزة، وفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى، حيث يعتبر ملف الأسرى أحد أهم وابرز الملفات التي تفاوض عليه حركة حماس التي تدير قطاع غزة سلطات الاحتلال الاسرائيلي وتسعى دائماً لأنه تكون قضية الأسرى هي القضية الرابحة من خلال عقد صفقة تبادل أسرى وفق ما تمتلكه حركة حماس من أسرى اسرائيليين اعتقلتهم في الحروب في السنوات الماضية.
لا بد من قيادة حركة حماس في قطاع غزة الا أن تباشر في عقد صفقة جديدة من أجل تحرير كامل الاسرى الفلسطينيين من داخل السجون الظالمة، حيث أن الأسرى منهم الكبار والأطفال والنساء لذا يجب أن يعودوا الى بيوتهم وايقاف القهر المفروض عليهم من قبل جنود الاحتلال فضلاً عن أن أي صفقة في الوقت الحالي تؤدي الى استمرار الهدوء في المنطقة ومنع حدوث أي تواتر بين الفلسطينيين والاحتلال.