خاص / اليوم الاخباري
يستعد سكان قطاع غزة في هذه الأيام لاستقبال الشهر الكريم شهر رمضان المبارك متمنين أن يأتي حاملاً معه استقرار الوضع السياسي والاقتصادي الذي يؤدي لاستقرار المواطنين في غزة، الى جانب ذلك ينتظر المواطنون المنحة القطرية التي تساعدهم في توفير الطعام اللازم لموائد الافطار من أجل العيش بالاستقرار في هذا الشهر المبارك.
وتعتبر المنح المقدمة من اللجنة القطرية والمصرية لإعادة اعمار غزة بمثابة الشريان الأساسي الذي يسند حال المواطنين في غزة بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعانونها، وتأتي المنحة من أجل التخفيف عن المواطنين في غزة من ضيق العيش وتحسين الأوضاع للأسر الفقيرة .
وتنتظر الأسر الفقيرة في غزة بلهفةٍ كبيرة تلك المنحة المقدمة من اللجنة القطرية على شكل مساعدات نقدية تبلغ قيمتها 100 دولار، حيث تساهم هذه المساعدة في تحسين الوضع المعيشي بتوفيرها للأساسيات من الغذاء اللازم للأسر، بالاضافة الى أن أهميتها تكمن في استمراريتها لعدة شهور في ظل انعدام فرص العمل التي يفتقر اليها أرباب الأسر في القطاع المحاصر منذ سنوات.
الى جانب ذلك تستمر عملية اعادة الاعمار المقدمة من اللجنة المصرية لاعادة اعمار غزة والتي تشرف على انشاء العديد من المجمعات السكنية والجسور التي من شأنها التخفيف على المواطنين، كما أن جزءاً من هذه المشاريع مستوحاة من الحياة العملية في مصر والتي تستهدف معالجة الاختناق السكاني وخطوط الطرق، عبر نقل فكرة الجسور المصرية إلى قطاع غزة.
وتحمل المناطق السكنية المصرية الثلاث اسم (دار مصر) والتي ستكون أولها في منطقة الزهراء وسط القطاع، ويقع ثاني المشاريع الإسكانية في منطقة الكرامة في غزة، بواقع 40 دونماً، والمنطقة الثالثة في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع بواقع 40 دونماً، وستبلغ الوحدات السكنية في المدينة الواحدة 660 وحدة، بمساحة 120 متراً للشقة الواحدة والتي ستُبنى بأحدث المواصفات العالمية، وستحمل بين جنباتها كل ما يحتاج إليه السكان من مرافق ومشافٍ ومساجد ونوادٍ.
هذه المساعدات التي تقدمها الدول الشقيقة للشعب الفلسطيني الذي يعاني من الحصار الاسرائيلي الدامي الذي دمّر الاقتصاد ويفرض الخناق على غزة من خلال التحكم في كل ما يمكنه التخفيف عن غزة وسكانها، تعتبر تلك المشاريع والمساعدات هي المؤاز الأول والمناصر الداعم للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، سيما في ظل تواطؤ الكثير من الدول العربية وانشغالها في التطبيع وانشاء اتفاقات سلام مع الكيان الغاصب الذي لا يعرف للسلام معنى ولا شكل.
الخذلان سمة أساسية من السمات التي باتت أساسية في الطابع العربي، حيث أن عمى البصر البصيرة دب في أعينهم وقلوبهم حينما يُرسلون البعثات لكيان الاحتلال من أجل عقد اتفاقات الشراكة والسلام دون الالتفاف الى أن الشعب الفلسطيني يقبع تحت حصار مرير وحروب واعتقالات يومية ودمار وتشريد لسكان القدس والمناطق الأثرية القديمة، لا يمكن لهم أن يتصورا أن الفلسطينيين هم الحصن المنيع والدرع الحامي للقدس والمقدسات والديار الاسلامية في ظل غياب الدور العربي في الدفاع عن هذه الأرض المسلوبة.
من الواجب على الدول العربية الشقيقة الوقوف مع القضية الفلسطينية في كافة المحافل، وفي كل الظروف التي يمرون بها، وأن يقدموا المساعدات لهم من أجل دعم صمودهم وبسالتهم وتشجيهم على الدفاع عن القضية المركزية للاسلام والمسلمين في الوقت الذي بات الدور العربي غير واضح وضبابي في جانب الدفاع عن القضية الفلسطينية.