صفقة تبادل للأسرى بكرامة محفوظة لشعبنا

صفقة تبادل للأسرى بكرامة محفوظة لشعبنا

2021/02/24 الساعة 10:06 ص
صفقة تبادل للأسرى بكرامة محفوظة لشعبنا

بقلم: هاني الإمــام

تتصدر صفقة تبادل الأسرى بين النظام السوري والاحتلال الإسرائيلي محركات البحث في وكالات الأنباء العالمية، إذ تغيب بعض التفاصيل وسط تكتم من جانب السلطات الإسرائيلية، وارتباك لدى السلطات السورية بسبب رفض المعتقلين، اللذين ورد اسماهما أولاً في الصفقة، المغادرة إلى سوريا، ما فوت على السوريين فرصة استغلال ذلك إعلامياً كما جرت العادة في حالات سابقة.

وسرعان ما زادت صفقة تبادل الأسرى بين الجانب السوري والإسرائيلي من بهجة شعبنا الفلسطيني الذي يحلم ليلاً ونهاراً بصفقة مماثلة تثلج القلوب وتنثر السعادة في بيوت نام ساكنوها وهم يحلمون بعودة من فقدوهم لسنوات طويلة في سجون ومعتقلات لا تعرف الرحمة وصعبة التمييز بين صغير وكبير وأخر عاجز.

إذاً لا يقتصر طلب إتمام صفقة تبادل أسرى بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية على الفلسطينيين لطالما خرجت مناشدات من عوائل أسرى الاحتلال يطالبون بعودة أبنائهم إلى أحضانهم، إضافة لوقفات احتجاجية مطالبة لحكوماتهم بسرعان التدخل ووجود حل عاجل لهذا الأمر الذي تأخر أكثر من 7 أعوام عجاف.

وفي كل مرة أو فرصة لحوار بشأن صفقة تبادل الأسرى دائماً ما تستغل (إسرائيل) الأزمات التي يقع بها قطاع غزة وأخرها جائحة كورونا التي اجتاحت العالم وتفشت وسط سكان القطاع، وبدلاً من الحديث عن رفع الحصار أصبحت تتشرط على المقاومة إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى مقابل تقديم مساعدات إنسانية.

ويتداول الإعلام العبري أن حكومتهم نقلت مؤخرًا للمقاومة، عبر الوسيط المصري مقترحًا جديدًا بشأن صفقة التبادل، يتضمن الإفراج عن أسرى أحياء تحددهم (إسرائيل)، ومساعدات طبية لمواجهة كورونا بغزة، مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الموجودين في غزة.

وفي هذه المرحلة الاحتلال يحاول استثمار البعد الإنساني لأهل غزة في تحقيق مكاسب له أمام شعبه الذي أيقن تماماً فشل حكوماته في إدارة أي حوار وصفقة مع الفلسطينيين، وتحميل المقاومة الفلسطينية المسؤولية في تفاقم الحالة الصحية لأهالي غزة، لهذا كان رد المقاومة الأقوى برفض الربط بين الإنساني والسياسي، مع إبداء الاستعداد لتنفيذ صفقة تبادل أسرى فورًا، ولكن بالشروط الفلسطينية، وعلى نمط صفقة وفاء الأحرار.

غزة ليست بحاجة لمساعدات غذائية واغاثية فقط، وإنما لتمارس نشاطاتها اليومية وحياتها مثل باقي البشر، لذلك من العيب جداً أن تكون المساومة على أمور إنسانية وليست سياسية بحته، وإن كان القطاع محتاج لمن يرسل له معونات في ظل الظروف الراهنة والصعبة، فلا يمكن أن يكون ذلك على حساب كرامة شعبنا وحريته واستقلاليته.