بقلم رصاص.. تتحدى الشابة كريمة كرسيها المتحرك

بقلم رصاص.. تتحدى الشابة كريمة كرسيها المتحرك

2021/03/07 الساعة 01:09 م
WhatsApp Image 2021-03-07 at 12.59.32 PM

خــــاص / اليــوم الإخبـاري

بريشة وقلم رصاص والقليل من الأدوات البسيطة، خرجت الفنانة الغزية كريمة النجار من العتمة إلى النور,، لكي تظهر موهبتها في الرسم إلى العالم، بعد أن فضلت عزل نفسها لمدة تجاوزت الـ5 أعوام بعيداً عن مواجهة الآخرين، لسبب لا يكترث له سوى المحبطين وعديمي الرحمة والإنسانية.

الشابة النجار البالغة من العمر (30 عاما) وتقطن في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، أصبحت رهينة الكرسي المتحرك جراء سقوطها على الأرض وهي بسن الـ17، أمر سبب لها الشلل النصفي في جسدها ولكنه لم يعيقها طويلاً لأن قوتها وعزيمتها كانت أكبر من حجمه، ومضت في درب الأحلام والاستمرار نحو تنمية موهبتها بالرسم، مهما كلفها الأمر من تضحيات وجهد.

حلم لم يتحقق وأخر نجحت به

قالت النجار: "إنها دائما ما حلمت بأن تكون مذيعة، ولكن الكرسي المتحرك كان عائقاً أمام طموحاتها، إذ جعلها تشعر أن أحلامها وكأنها سراب تراه أمامها ولكن لا تستطيع الوصول إليها، لعدة أسباب أبرزها نظرة المجتمع لها كونها مصابة بالشلل".

وأوضحت في مقابلة لليوم الإخباري: "طيلة 5 سنوات وهي منعزلة عن العالم برمته ولا رغبة لها بالخروج ومواجهة الآخرين، ما زاد ذلك من عجزها والمشاكل الصحية، مضيفةً أنها تعرضت للكثير من التنمر لمجرد تفكيرها بالظهور على كرسي متحرك أمام الجميع عبر مواقع السوشيال ميديا، ما أثر على نفسيتها بالحزن والإحباط الشديدين".

قرار المواجهة

استكملت النجار حديثها بالقول: "إنها قررت مواجهة العالم دون استسلام للإعاقة بكل قوة وإرادة وطموح من العتمة إلى النور، على اعتبارها شخصية موهوبة بالرسم وبجانبها من قدم لها الدعم الكامل وهو أ. محمد أبو اللحم".

وأضافت أنه من اختصاصها رسم صور البور تريه، لتأثرها بعدة شخصيات أهمها: محمود درويش، ياسر عرفات "أبو عمار" ونزار قباني وكله باستخدام قلم الرصاص فقط العامل الأساسي والمهم في كل ما ترسمه.

شح سيولة وظروف معقدة

تابعت النجار: "من طموحاتها تطوير موهبة الرسم بشكل أكثر، وأن يكون لها معرض خاص، ولكن الظروف كانت سدا منيعا أمام ذلك، الأمر الذي سبب لها شحا في السيولة وأجبرها على الانتظار للحصول على طلبات حتى تقوم بتوفير مواد خام لرسمها".

وأردفت: "أشعر بالحاجة للرسم بالألوان كونها تدل على الحيوية والجمال وتبرز خفايا الصورة، ولكن يتطلب الأمر توفير مواد خام مفقودة بالأسواق في قطاع غزة".

نحن أناس أقوياء

أشارت النجار إلى أنه في المستقبل ستقوم بعمل معرض فني ضخم حتى تظهر موهبة الرسم التي بداخلها للجميع بإرادة وقوة، سواء كان داخل قطاع غزة أو خارجه.

ولفتت: "رسالتها لكل شخص يتطلع بنظرات غريبة لذوي الاحتياجات الخاصة, نحن أناس أقوياء وكلنا عزيمة وإرادة، ولدينا الكثير من المواهب، ونستطيع مواجهة أعاقتنا بكل ما أوتينا به من قوة وعزيمة".