غزة.. تفاؤل حذر وترقب مخيف لما بعد وقف إطلاق النار

غزة.. تفاؤل حذر وترقب مخيف لما بعد وقف إطلاق النار

2024/12/26 الساعة 02:09 م
غزة.. تفاؤل حذر وترقب مخيف لما بعد وقف إطلاق النار

غزة – أحمد قلجة
تتعلّقُ أنظارُ الفلسطينيينَ في قطاعِ غزةَ بمفاوضاتِ وَقْفِ النار، يقولُ الوسطاءُ إنّ الاتفاقَ يقتربُ بينَ حماسَ وإسرائيل، يَنتظِرُ الأهالي تَوقّفَ الحربِ ويبحثونَ عن راحةٍ من مآسي وآلامِ القصف.

لكن الأهالي يُفكّرونَ منذُ الآنَ باليومِ التالي، فانتهاءُ القتالِ سيَفتحُ عليهم حرباً جديدةً تتعلّقُ بالمفقودينَ والأسرى والجرحى والمشردينَ والأيتامِ ناهيكَ عن نقصِ الموادِ الأساسيةِ وجميعِ أنواعِ الخِدمات.

يقول المواطن يوسف أبو شاب نازح في خانيونس: "كل يوم نتابع الأخبار، وننتظر لحظة إعلان وقف إطلاق النار عشان أفك الخيمة وأروح أقعد مكان داري حتى لو كانت مدمرة".

ويضيف أبو شاب: "كل يوم بنزوحي داخل المدرسة بتحسر على حالي، وين كنت ووين صرت، ما بقدر أستمر بهيك عيشة، أول ما توقف الحرب راجع على الشمال على بيتي حتى لو حجر واحد فيه، حرجع أبنيه وأعيش فيه".

فيما تقول المواطنة فاطمة زنون: "بالرغم من أن وقف إطلاق النار يعتبر فرحة كبيرة لجميع سكان قطاع غزة، بس لما نرجع على دورنا وما نلاقيها ونلاقي كل الأماكن مدمرة، وقتها رح تكون الكارثة، حتى ما بنعرف شو ممكن نعمل وقتها ولا وين حنقعد".

قطاعُ غزةَ مدمرٌ بشكلٍ شبهِ كاملٍ، بمبانيه السكنيةِ ومراكزِه التعليميةِ والصحيةِ والخِدْمية. إزالةُ الرَدْمِ تحتاجُ إلى سنواتٍ وكذلك إعادةُ الإعمار، عودةُ الفلسطينيينَ إلى مناطقِهم في حالِ توقيعِ الاتفاقِ لا تعني الحصولَ على السكنِ وانتهاءَ ملفِ النزوحِ والتشرد، فغالبيةُ البيوتِ مهدومةٌ والخيمةُ تَنتظِرُ الغالبية.

يقول النازح أمين النمس: "بعد وقف إطلاق النار النازحين بدهم يرجعه على بيوتهم، مش عارفين شو يكون قدامنا، الناس حتكون بدون بيوت بدون شبكة كهرباء وبدون مياه، كيف حنقدر نحتوي هي الأزمة، حتكون أزمة صعبة جدًا".

المؤسساتُ الدوليةُ تتّهِمُ إسرائيلَ باتباعِ سياسةٍ منهجيةٍ لتهجيرِ الفلسطينيينَ من القطاعِ قسرا، في ظلِ عجْزِ المؤسساتِ الدوليةِ والإغاثيةِ عن تقديمِ المساعداتِ العاجلة.

تُوقُّفُ الحربِ أو استمرارُها لنْ يُؤثّرَ على المستقبلِ المجهولِ لأبناءِ القطاع، لا يُخفي الفلسطينيونَ مخاوفَهم إزاءَ المُقبِلِ من الأيام، يَبحثونَ عن استراحةٍ ولو قصيرةٍ من أصواتِ القصفِ والرصاص.