رجح خبراء أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتعمد تأخير موعد التوصل لصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، إلى اللحظات الأخيرة من موعد تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، لتقديم الاتفاق كهدية للقادم الجديد إلى البيت الأبيض.
وحسب الخبراء، فإن تأخير إرسال رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع لحضور اللقاءات المتعلقة بالاتفاق يأتي رغبة من نتنياهو بتأخير التوصل لاتفاق، خاصة أن وصوله يعني بدء العد التنازلي لدخول التهدئة حيز التنفيذ.
تأجيل غامض
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن زيارة برنياع للدوحة أرجئت لوقت غير معلوم، بالرغم من أنه كان من المقرر أن ينضم لكبار المسؤولين الأمريكيين وممثلي الوسطاء لبحث صفقة تبادل الأسرى والرهائن ووقف إطلاق النار مع حماس.
وذكرت الصحيفة أنه من غير الواضح موعد سفر برنياع للدوحة، وما إن كان سيغادر خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن الطائرة التي من المفترض أن تقله إلى قطر جاهزة للإقلاع، ولكن يمكن الاستنتاج من إرجاء زيارته أن المفاوضات تواجه صعوبات.
وأضافت "لكي يسافر رئيس الموساد للدوحة يجب أن يكون هناك تقدم كاف فهو لن يذهب عبثاً، واتخاذ قرار بسفره يعني وصول المفاوضات لمرحلة حاسمة"، متابعةً "في الوقت الحالي هناك تفاؤل في إسرائيل بأن الأمور تتقدم بالاتجاه الصحيح".
بدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، إن المشاورات بين تل أبيب وحماس في الدوحة تجري حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُطلَق سراحهم مقابل كل واحد من الرهائن الإسرائيليين المرضى والجرحى، وذلك خلال المرحلة الإنسانية من الصفقة.
هدية لترامب
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، امطانس شحادة، إن "نتنياهو يتعمد التوصل لاتفاق التهدئة مع إسرائيل في اللحظات الأخيرة من موعد تنصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة"، مبيناً أن ذلك يحرم الإدارة الأمريكية الحالية من أي إنجاز بهذا الملف.
وأوضح شحادة، في تصريحات صحفية، أن "الاتفاق سيكون الهدية المثلى لترامب من نتنياهو مع تنصيبه، وهو الأمر الذي يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي للمماطلة لحين اقتراب حفل التنصيب"، مؤكداً أن الاتفاق هو الضربة السياسية الأقوى التي يمكن لترامب أن يبدأ بها ولايته.
وأشار إلى أن "لدى نتنياهو من تأخير زيارة برنياع هدفاً ثانياً يتمثل في دفع حماس لتقديم مزيد من التنازلات"، متابعاً "إسرائيل تبتز الحركة خاصة مع إدراكها الحاجة الملحة لحماس من أجل إنهاء الحرب في غزة".
وبين أنه "في نهاية الأمر سيأمر نتنياهو رئيس الموساد بالسفر للدوحة ولقاء كبار المسؤولين الأمريكيين ووسطاء التهدئة من أجل إتمام الاتفاق وبدء تنفيذ جميع بنوده"، مشيرًا إلى أن الاتفاق سيكون قريباً جداً من موعد تنصيب ترامب.
المحاولة الأخيرة
ويرى المحلل السياسي، باسم الزبيدي، أن "تأجيل الزيارة يمكن اعتباره المحاولة الأخيرة من نتنياهو للضغط على حماس والتنصل من أي التزامات لها علاقة باتفاق التهدئة المرتقب"، لافتاً إلى أنه يواصل المراهنة على انسحاب حماس من المفاوضات.
وقال الزبيدي لوسائل إعلام، إن "تأجيل الزيارة يمثل وسيلة ضغط لإثارة مخاوف حماس من فشل جولة المفاوضات الحالية ومن ثم القبول بتقديم مزيد من التنازلات فيما يتعلق بالإجراءات الفنية للتهدئة والمطالبات بملف الأسرى الفلسطينيين".